16.
– اختلف الضفدع والبلبل على تغريدة يرى الضفدع أنها فاشلة وقميئة، وإمعانا في الإيحاء بالموضوعية احتد الضفدع وقال: هذه زقزقة مزعجة ولكن الآخرين يعبرون عن الإعجاب بك لأنك مشهور ليس إلا… حاول البلبل شرح مالا يشرح في انسياب اللحن، وتخلُّق النشوة، وسعادة الصدى الذي يكرر معجبا هذا التلقي للتغريد، وقال: هذا بالذات ما جعلني مشهورا والحقيقة أن الشهرة تعود للتغريد أكثر مني… لكن الضفدع وهو أمير المستنقعات أصر على أنه الأفضل وقارع البلبل قائلا: استمع وأرهف سمعك إلى غنائي الذي لا يجاريه غناء… وقدم نقيقه كبديل عن التغريدة. شعر البلبل أن الضفدع يريد أن يجره إلى مستنقع الجدل لكي يقال أن خلافا استعر بينهما حول الغناء ومن بينهما أشجى صوتا ما يوحي بالنديّة، فانسحب إلى فضائه مدركا أن مجرد حدوث المقارنة سيكون إهانة للتغريد، فيما انتفخت اوداج الضفدع معتبرا أنه انتصر ودفع البلبل إلى الانسحاب فعلا نقيقه وهو يبتهج…
ورحم الله من قال:
ألم ترَ أنَّ السيفَ ينقصُ قدرُه إذا ما قيلَ انَّ السيفَ أمضى من العَصى