صليب ثقيل
ان أحب الآخرين – صليب ثقيل
ولكن انت بلا عيبه
وسر روعتك
معادل لانكشاف الحياة
حفیف الحلم يسمع ربيعا
وخشخشة المفاجآت والحقائق
أنت من جوهر هذي الأصول
وكنهك بريء كالهواء
من السهولة بمكان أن نستيقظ
وتعود إلينا البصيرة
ان ننفض عن القلب
الأقذار اللغوية
وان يحيا الانسان دون هذه الشوائب
كل هذا، مكر صغير ۱۹۳۱
ما هو الشعر
هو الصفير المتكثف حتى يتماهى كتلة
هو فرقعة قطع الثلج حين نضغطها
هو كل ما تبحث عنه الليالي
هو التنافس بين البلابل
هو حبوب البازلاء الحلوة المجموعة
هو دموع الكون في حزوز الفاصولياء
حاملة النوتة، والمزمار، والفيكارو
منهمرة برداً على حقيل
هو كل ما تبحث عنه الليالي
في اماكن العوم العميقة.. في القاع
وجلبها لنجمة هناك الى حوض الأسماك
على راحتيها الراجفتين، الرطبتين
هو انحباس الهواء، كرقائق الدفوف في الماء
هو جسد السماء حين تنحني مائلة كشجر الحور
عندما يطيب لنجومها ان تضحك
لكن الكون كله.. مكان أصم لا يجيد السماع ۱۹۱۷
احجية
مر من هنا ظفر سري لأحجية
الوقت متأخر
اولى ان انام عميقا من ان اقرا الضوء وافهمه
وقبل الاستيقاظ
انا مؤهل ان المس حبيبتي
كما لا يمكن لأحد آخر ابدا
كيف لمستك..
حتى بنحاس شفاهي لمستك هكذا
كما تلامس التراجيديا الصالة
القبلة كانت كالصيف
أبطأت، وأبطأت
فيما بعد فقط.. لعلع الرعد
نهلت كالطير، وأطلت حتى فقدت الوعي
وتسربت النجوم عبر الحنجرة
الى حلقي
هكذا تنخطف عيون البلابل حتى البياض
من الارتعاش
وهي ترشف قبلة السماء الليلية
قطرة، قطرة ۱۹۱۸
المطر
انها معي فدندن
واسكب، واضحك، ومزق الغيهب
أغرق، وارشح عبارة مصدره
الى حب يشبهك
وتشرنق بالحرير التوتي، وارتطم بالنافذة
تدثر، وتشعث ملتفاً ما دام العتم لم
يسيطر تماما..
ها قد بدا النهار في أوجه
كالليل، والمطر الغزير مشط له
خذه عن الحصى، مبللا في كل شيء، وتابع
بالأشجار كلها، في العيون، والفودين
والياسمين
المجد لك، أيها العتم المصري..
ها هم يضحكون، تلاطموا، سجدوا
وفاحت فجأة روائح الانعتاق من آلاف المشافي
الآن نركض للقطاف (6)
كالأنين المنبعث من مائة قيثارة
و (سین کاتارد) الحدائقي مغسول بالغيهب الزيزفوني
الأورال البكر
في الغيهب
دون قابلة، او ذاكره
كانت قلعة الأورال تستند على الليل
متلمسة بيدها
صاحت بقوة وسقطت مغمىً عليها
وعبر عذابات مذهلة، ولدت الصباح
وتدحرجت محدثة فرقعة متصادمة بشكل عفوي
أشياء وبرونزات هائلة نادرة
ولهات قطار، في مكان بعيد ما..
وهوت بتأثير ذلك مائلة أطياف الشجر
بواقد الغابات
وكان منثورا ـ دون شك – للمعامل والجبال:
كان الفجر المشجر مثل تأثير اقراص المنوم
بالوحش الخرافي الشرير
وبسارق ماهر مثل الأفيون
لسامر الطريق
وصحا الآسيويون في النار
وهبوط الى الغابات على الزحافات
من الشفق المتورد
لعقوا النعال، وداسوا الى الصنوبر التيجان
ونادوها الى مملكة التتويج
اما الصنوبرات،
فقد نهضت تحمي درجات ترقي الملوك
ماضية فوق قشرة الجليد كغطاء
موشى بالمخمل البرتقالي، والحرير
المطرز، والتوشيه 1915
عصافير الستريجي
لا قوة ابدأ لعصافير الستريجي المسائية
كي توقف البرودة الزرقاء
التي انفلتت من صدرها الصاخبة
وراحت تنسكب حيث لا يمكن ايقافها
ليس لدى عصافير الستريجي المسائية
اي شيء في الأعالي يعيق هتافها المنتصر:
ايتها المهابه
انظروا الأرض هربت
تخرج الرطوبة الثرثارة
كماء يغلي في دورق
كنُبيع ابيض
انظروا.. انظروا.. لا مكان للأرض
من طرف السماء حتى الهاوية 1915
بستان الحلم
مثل قدر برونزي مليء بالسخام
يتغطى بستان الحلم بالجعلان
معي مع شمعتي بشكل متواز
تتعلق عوالم متفتحة
ادخل في هذا الليل
كدخولي في دين بكر
حيث الحور الرمادي المتهدل
يحجب الدرب القمري
حيث البركة مثل سر متماه
حيث يهمس اضطراب شذى التفاح
حيث البستان معلق بوتد
ويسند السماء امامه 1912
الشهرة
ليس الأمر جميلاً إن كنت شهيرا
ليس هذا ما يرفع نحو المجد
لا ضرورة لملىء الأرشيف
والإرتجاف فوق المخطوطات
غابة الإبداع، شيء معطى بذاته
وليس ضجيجا أو نجاحا
ومعيبا أن تكون علماً على شفاه الجميع
حين أنت نفسك لا تعني شيئا
يجب العيش دون ادعاء هكذا لكي تجتذب لنفسك – في النهاية –
حب المسافات لك
كي نستمع إلى نداء المستقبل
لا بد من هجر الفراغ
في القدر لا في الأوراق
حدد امكنة وفصول الحياة
في الحقول ذاتها
انغمس في الإنقمار
واخف فيه خطـاك
كما تختفي الأرض في الضباب
عندما لا يرى منها شيئا في الظلام
سيعبر الآخرون في طريقك
بأثرك الحي
شبراً وراء شبر
ولكن عليك انت
أن لا تميز الهزيمة من النصر
وعليك ان لا تهرب من نفسك مثقال ذرّة
بل ان تكون حباً.. حباً
وفقط حباً تكون حتى النهاية 1956
شتويات
فتح الباب، وانساب
الهواء من الساحة بخاراً
عبر المطبخ
وكل شيء غدا قديما خلال لحظه
كما في الطفولة، في تلك العشيات
طقس جاف وهادئ
وفي الشارع على بعد خمس خطوات
يقف فصل الشتاء حييا عند المدخل
متردداً في الدخول
الشتاء.. وكل شيء من جديد لأول مره
وإلى أبعاد كانون الثاني المشيبه
تخرج الصفصافات كالعميان
دون عصي او مرشد
والنهر في الجليد وفيه ايضا
شجرة السفرجل المتجمده
وانتصبت قبة السماء السوداء
متقاطعة بشكل عرضي على صفحة الجليد العاري
کمرآة على مسندها
وامامها عند تقاطع لم يمتلئ بالجليد تماما
انتصبت بتولا وقد انغرست نجمة في شعرها
تتأمل السطح الزجاجي للسماء
إنها ترتاب سراً
فلعل الشتاء طافحة بالأعاجيب
كما لا يمكن ان نتصور
هناك في بيت ريفي قاص
كما هو الأمر عندها في الأعالي 1944
الجوهر
في كل شيء أود الوصول إلى الجوهر
في العمل، في البحث عن الطريق
في الغموض القلبي
إلى جوهر ما مر من ايام واسبابها
إلى الأصول.. إلى الجذور
إلى النواة
وان أفكر ملتقطاً خيط الأقدار والحوادث
وان أحس، أحب وابتدع شيئا جديدا
آه لو أنى أستطيع
أن احتوي الجزء فقط
لكتبت ثمانية أسطر
عن ماهية الولع
عن الأعمال غير القانونية عن
عن الآثام
عن الركض عن التقفي
عن الصدف، والعمل السريع
عن المرافق، والراحات
وكنت دبّجت قانونها.. وبدايتها
ورددت اسماءها.. ورموز حروفها
ولكنت نسقت الأشعار كالحديقة
بكل ارتجاف عروقي واعصابي
ولأزهر الزيزفون فيها بالتتابع
وكنت عبأت بالأشعار تنفس الزهر
تنفس النعناع
وعبأتها بالمروج
ونبات القصب
عبأتها بمواسم الحصاد
والزوابع الهادرة
هكذا عبأ شوبان معجزته الحية
هكذا عبا موسيقاه بالحدائق، والأدغال
فالمهابة المنشودة
عذاب وفرح
إنها وتر مشدود
على القوس الصلب 1956
بلا عنوان
عفيفة محتشمة في هذا الوجود
انت الآن نار واحتراق
دعيني آخذ جمالك
في مهجع قصيدة معتم
انظري كيف تلظى الوكر
تلظت أطراف الجدران
وحوافي النافذة بوهج القنديل
وكذلك ظلالنا وقاماتنا
على الأريكة تجلسين
وتضمين ساقيك تحتك على الطريقة التركيه
وسيان في الضوء او في العتم
فانت تناقشين بطريقة طفولية
وتنهمكين ساهمة تداعبين حفنة من الخرز
منزلقة في السلك
على ثوبك
محياك والغ في الحزن
وحديثك واضح لا تصنع فيه
انت على حق.. كلمة حب، لفظة سخيفه
سأفكر بتسمية أخرى
من اجلك إذا أردت سأغير
تسمية العالم وكل الكلمات
ترى أيعطي مظهرك الجهم
کنه معدن إحساساتك
الا تلمع رقائق القلب سراً
فلماذا تسربلين عينيك بالحزن اذن؟ 1956