قد لا يصدق أحد مثل هذا الحوار، لكن الواقع في مجتمعاتنا سجله في مذكراته السرية:
رامي: أنت أعز صديق لي يا مارك، وأنت تعلم بأن أهل جولي يرفضون زواجي منها، ويهددون بقتلنا معا إن فعلنا، ونحن قد تزوجنا سرا، لهذا لنا أنا وجولي رجاء نأمل أن تنفذه
جولي: نعم إنه رجاؤنا الأخير، هل تعدنا بتنفيذه
مارك: حتما، فأنا أعرف أنكما أعظم عاشقين في التاريخ، ولكن ما هو رجاؤكما؟
رامي: إنني أتنفس اسمها، ونبض قلبي إيقاع خطواتها، ولن يطيب لجسدي السكون الأبدي إلا قربها…
جولي: وأنا يغرِّد لساني بنطق اسمه، وخياله أمامي أبدا حتى إن أغمضت، ولن يطيب لمساماتي أن تنضح لآخر مرة إلا إن تمازجت بنضح مساماته…
مارك: أعرف هذا جيدا وماذا عليَّ أن أفعل؟
رامي: ستشرب جولي الشراب المنوم فأظن أنها ماتت…
جولي: وسيطعن رامي نفسه ويموت… فأطعن نفسي وأموت
مارك: نعم، هذا متوقع
رامي وجولي: رجاؤنا أن تدفننا معا بقبر واحد
رامي: فقد حُرمنا من أن نكون معا في الحياة
جولي: فليكن لنا أن نكون معا بعد الممات
مارك: كان بودي يا صديقيَّ، ولكنكما من هذا المجتمع الذي يحرم تواصل العشاق أحياء أو أمواتا، وسينبشون القبر ليدفنوا كل واحد منكما على حدة، إذ لا يجوز دفن ذكر وأنثى في قبر واحد، وخاصة إن كانا عاشقين! .
