كانت مروة تتباهى بأن معنى اسمها هو الصوان، وتؤكد أنه يناسب طبعها… حين علمت صديقتها أمل -وهي من بلد بعيد-بأن اللصوص سرقوا محاصيل القرى وسيطروا على نبع الماء زارتها متعاطفة وسألتها: أين كان الحراس؟ ألم يسمعوا حمحمة الخيول وصياح الديكة وثغاء الخرفان؟ فهزت مروة رأسها يمنة ويسرة وقالت لا للأسف كانوا صما!!! فتابعت أمل: حسنا لماذا لم يصرخوا لطلب النجدة ألم يروا هجوم اللصوص؟ فقالت مروة: لا للأسف إنهم عمي وبكم أيضا!!! فقالت أمل: وكيف تضعون حراسا على قراكم وهم صم بكم عمي، فقالت مروة لم يكونوا كذلك، ولكن معظم مخاتير القرى تواطأوا مع اللصوص لقاء مكافآت سخية ووعد أمان لمختراتهم، فقطعوا ألسنة الحراس، وفقأوا عيونهم، وثقبوا آذانهم قبيل الهجوم… قالت أمل: لم يعد لديكم من يحميكم، يجب أن تختاروا غيرهم، فقالت مروة: لا بد أولا أن نتخلص من المخاتير الخونة، ونهضت فجأة وجزت ضفيرتها ورمتها أمام باب المضافة وقالت: لن أنتظر، سأذهب بنفسي لأقتص منهم… سارعت أمل وجزت ضفيرتها هي الأخرى وقالت: إن لم يلحق بنا الشباب، فسيعرف كل الناس أن هذا البلد ليس فيه رجال…فقالت مروة: ولكن الجميع أيضا سيدركون أنه بلد الصوان!