نبه أبو عصام ابنه بنزق: قلت لك لا تفتح هذه الستائر أبدا، مرض أمك لا يسمح لها أن ترى الضوء أبدا، إن عدت إلى ذلك عليك أن تغادرنا نهائيا. أجابه عصام-وهو شاب جامعي- حسنا لن أفعل ولكني كنت أحاول أن أقول لك أن هذه الظلمة هي… نهره أبوه: لا أريد أن أسمع شيئا… دخل إلى غرفتها ذات الستائر السميكة، وانحنى عليها وقبلها وهمس: سأعد لك الفطور يا حبيبتي، قريبا ستنهضين وتستطيعين التكلم… ثم غادر متجها نحو المطبخ… هاله أن الستائر كانت مفتوحة أيضا، والضوء يتسرب بقوة، سارع إلى إغلاقها وهو يصرخ على عصام ويشتمه… سمع صوت الباب الخارجي يغلق، توجه إلى هناك فوجد على الكرسي قرب الباب مظروفا كتب عليه: وداعا تركت لك ما أنت بحاجة إليه في درج مكتبي، كان في المظروف مفتاحا فتوجه إلى مكتب ابنه وفتح الدرج بهلع، بحث بين الأوراق والأغراض، فوجد صحيفة جامعية فيها صورة ابنه عصام مع نعوة تقول أنه استشهد مع أبيه وأمه في أثناء قصف البلدة.