كتب العاشق في مذكراته يقول: بحثتُ عن صنو روحي المُطلقِ في كل الأصقاعِ والدروبْ، في العيونِ والقلوبْ، في الأجسادِ والرعشاتِ والتألقِ والشحوبْ … في مسافاتِ الرؤى التي تُلغي الشروقَ والغروبْ… وكلما عاودتُ البحثَ كالملهوفْ اتلاشى وأذوبْ…لم أعثر في هذي الدنى على الحبِّ الذي أمنحهُ كينونتي فيكون كياني… كانت أشباهُهُ مجمدةً فيِ الطقوسِ والمعاني… وجراحه تنزُّ زلفى في الأغاني…وحين توحدتُ في جمرة الآهْ… رأيته مُتوهجاً يتجلّى كما في الطورِ قُدوساً بنارٍ من رؤاه… لم يمازِجني سناه… كأن أعظم مني جلالا يلامسني وهجه وهو أنأى منالا، فهو القصيُّ القريبْ وهو النقيضُ الشهيّْ… أدركت أنه ليس صنوي فأنا نسبي وهو مطلق كلي…لذا اكتفيت بأني رأيت الحب في عُلاه… مدركا أني رأيت الله!