شيعت العام المنصرم وحدي! أعددت مائدة صغيرة ولكنها تليق بالوداع… (لم يطرق أحد بابي… لم يسأل أحد ما بي !!!) كنت وحيدا كظل في صحراء… جلست ذكرياتي عن يساري، وآمالي عن يميني…وقرعنا كؤوس العام القادم على إيقاع تكسر كؤوس العام المنصرم…ولم نجد لغة مشتركة… الآمال تقول لي أنها كانت كبيرة عندما كنت صغيرا… والذكريات تلح بأنها عايشتني ألقا يفوق أحلام الحاضر المدمَّر… وتخاصمنا حول تحديد أيهما أجمل؟ الذكريات (الماضي) أم الآمال والأحلام (المستقبل) في هذا الزمن المخصي المُبعثَر…كان الحلم كبيرا حتى أننا كنا نتصور أنه قاب جفنين أو أدنى من لحظ الرؤى والكرنفال… هربت الآمال غاضبة كطفل وجيع في ثنايا السؤال… ركضت وراءها، ركضت ورائي الذكريات…تشدني تمسك أثوابي بلهاث المستجير: لك في الماضي محطات المصير… كلما سرت إلى الآمال خطوة، سبقتني خطوتين، ورؤى الذبح تدمي المقلتين، وأنا عالق ما بين، بين… فحملت الذكريات فوق أكتافي وتابعت المسير، كحصان رهوه أضنى جنونه…نحو حلم ربما أعقد منديلي عليه… وربما أقضيَ دونه