لم يحدث شيء

لم يحدث شيء

بقلم: أيمن أبو الشعر

لمْ يَحْدُثْ شيءٌ يَسْتدعيْ هذا الصَخبَ المأفونْ

فالموتُ وَريْثٌ شرْعيٌ لِلشاهِرِ سَيْفاً في وَجْهِ الطاعونْ

لمْ يَحْدثْ شَئٌ يَخدُشُ عوْرَةَ هذا العصْرِ وَلمْ

يَتصَدّعْ بللورُ حضاراتِ النيترونْ

لَمْ يَحدُثْ شَئٌ مُذْ غطى الوَحْلُ ضِفافَ (الفولغا) وَانتعَشَتْ غاباتُ (الأمازون)

لمْ يَحْدُثْ شَئٌ مادامَ العَدْلُ الأعمىْ أعْمىْ وَالحُكمُ

لِقانونِ الغابِ وَغابِ القانونْ

أشْلاءٌ نُثِرَتْ كالأمطارِ وَأ ثداءٌ شلِعتْ كالأقمارِ

وَأمْعاءٌ تصْلحُ لِلأوْتارِ انتزِعتْ حيْنَ

ازْدادَ الحَرّ وَبقِرَتْ في عزِّ الظهرِ بُطونْ

هلْ يَعني هذا أنْ نرميْ القفازَ بوَجْهِ الخصْمِ وَأنْ

نتعارَكَ كالغلمانِ بلا خجلٍ قرْبَ الياقاتِ وَباقاتِ

الوَرْدِ أوانَ يُغادِرُنا الْقرْنُ العشرونْ

لمْ يَحْدُثْ شئٌ فلِماذا تصْرُخُ فيْ الوِديانِ وَتطرُقُ

رَأسكَ بالحيطانِ … َوتشْتدُّ وَتحْتدُّ

وَتنهدُّ كما المَطعونْ

لمْ يَحْدُثْ شَئٌ يَسْتدعيْ هذا الصّخبَ المأفونْ

صُلِبَ نبيٌّ قتِلَ صَبيٌّ ألفُ صَبيٍّ هتكتْ أعراضٌ

أوْ فقئتْ فيْ الليلِ عُيونْ

هَلْ يَعْنيْ هذا أنْ نَتوَضأَ باللبنِ الصافيْ

أوْ أنْ نخرُجَ مِنْ مَخدَعنا الدافيْ

لِنقاتلَ ريحاً لا تتماهىْ

أوْ نَدْخلَ فيْ الطاحونِ وَبَينَ رحاها

هذيْ الأمةُ ما أشقاها

لمْ تتعلمْ مُوسيقا الجازِ وَأخلاقَ الحَلزونْ

لَمْ يَحْدُثْ شئٌ وَالنزْفُ اليومَ شَبيْهٌ بالنّزْفِ غداً

أوْ مُنذُ قرونْ

فلِماذا تسْتنهضُ قلبَ الصخرِ

وَتخمِشُ وَجهَ الفجْرِ

ضَروعاً وَتناديْ الأشجارَ

لِتشلعَ يومَ القحطِ جذورَ الصبْرِ

لِتمضيْ خلفكَ نحوَ النهرِ لكيْ

لا تذبلَ أزهارٌ وَغصونْ

مِنْ تحتِ غطاءِ الصّمْتِ نزيدُ النّسْلَ

نباهيْ أُمماً وَنفوقُ النّمْلَ..

نَعيشُ نعايشُ حتىْ القملَ

وَحلمُكَ بالجنةِ فوقَ الأرضِ

مُجرّدُ أوْهامٍ وَظنونْ

فلتشرَبْ ماءَ البحَرِ بَعيْداً عنّا يا أفلاطونْ

إنا نُعطيكَ الحقَّ بأنْ تصْرُخَ فيْ الوِديانِ

وَقدْ نصرُخُ معكَ بآذانِ الْغرْبانِ

الطرشانِ وَندْعوهمْ حينَ نزَينُ

ساحتنا لِسباقِ الإبلِ وَرَقصِ الحَجلِ

بإيقاعِ الحَسّونْ

لمْ يَحْدُثْ شئٌ كانوا يَنوونَ برِفقٍ إيلاجَ العودَ

بمنقارِ الطيْرِ كرَمزِ سلامٍ .. خطأً غرَسوا في العنقِ الهادلِ غصْنَ الزيتونْ

لمْ يحْدُثْ شيءٌ وَغلاةُ الشغبِ المَسْعورِ

يُذيعونَ بأنَّ القتلى وَالجرحىْ بمئاتِ الآلافِ..

سَخيفٌ هذا النبأُ فلا أكثرَ مِنْ الآفٍ سَقطوا

حَقاً فيْ مَذْبحِ بوش وشارون

لَمْ يَحْدُثُ شَئٌ يُمْكنُ أنْ يُفسِدَ ذاكَ الوِدَّ الرائِعَ

بَيْنَ الطاعِنَ وَالمَطعونْ

لمْ يحدُثْ شئٌ هاكَ بَلاطُ الأسيادِ نظيفٌ وَالجوُ

لطيْفٌ وَالعالمُ يَغفو فوقَ وِسادتِهِ

وَالريْشُ حَنونْ

لمْ يَحْدُثْ شئٌ فلِماذا تضْرِبُ رَأسَكَ فوقَ عَمودِ

الزمنِ وتنفخُ في الصُورِ

بأوصالِ الطيْفونْ

…….

حَدَثَ كثيرٌ يا أصحابَ العزّةِ فيْ ذاكرةِ

النارِ ولِلنارِ شجونْ

إنيْ ما عدْتُ وَحيداً أطرُقُ رأسيْ فوقَ

عمُودِ الزمنِ الشاحِبِ كالمجنونْ

فالدمُّ الناغلُ في أحشاءِ الأرضِ يُعدُ مُفاجأةً كبرىْ للنخاسِ وللوَسواسِ الخناسِ

وَمنْ سُجلَ خطأً بينَ الناسِ

مفاجأةً كبرى وَجُنونُ القهرِ فنونْ

حَدَثَ كَثيرٌ يا أ صحابَ العزّةِ

حَدَثَ كثيرٌ جِدا.. جداً .. لو تدْرونْ