بقلم: أيمن أبو الشعر
ما الذي تبغينَ بعـْـدَ الآنَ مِنـّيْ
ما الذي تبغينَ مِـنْ صَــنْـجٍ مِـرَنِّ
يَحضُـنُ الأشباحَ في أطلالِ قلبٍ
هائماً ما بينَ أوهامٍ وَظـَـنِّ
بعدَ أنْ أمسَـيْـتُ لا ذكرى تـُـواسينيْ
وَلا حُـلـْمُ التـَمَنيْ
كانَ حبّا لا يُسَمّى
كانَ ما نحياهُ نـُعْمى فـَوْقَ ما نـَرْجوهُ وَهـْما
والـَّذيْ ما بَيْـنـَنا أشْهى وَأسْمى
باتَ ما بَـيْـنيْ وَبـَـيـْـني
لـَمْ يَعُـدْ بيْ غَـيْرُ ظِلٍ ضاعَ مِنـْكِ فـَـتاهَ عَـنِّـيْ
ما الذي تـَبْغينَ بَعْـدَ الآنَ مِنّي
كـَمْ نـَزَعْتُ الريشَ مِنْ قـَلـْـبيْ وَأودَعـْتُ الوَسائـِـدْ
كي يَغوصَ الجِـيْـدُ في نـَبْضِ حَـنينيْ
كم سَـكـَـبْـتُ الرَّعْـشَ مِـنْ دَمْـعيْ كـُـؤوساً في المَوائِـدْ
عَـلـَّـها تـَرويْ غُـرورَكِ في يَـقينيْ
باسِـماً أحْـرَقـْـتُ رُوحي لانْـتِصارِكِ في القـَصائِـدْ
عِـندَما أشْـرَقـْـتِ شَمْـساً في جَـبينيْ
كيْ أزيْحَ الدَّمْـعَ عَنْ جَـفـْـنـَيـْـكِ في وَقـْـدِ المـَـكائـِدْ
كـُـنْـتُ أشدو الفرح سكبا مِنْ عُـيونيْ
بـِتُ أَبـْكيْ كـُـلـَّـما جـِئـْـتُ أُغَـنيْ
ما الذيْ تـَـبـْغـيْـنَ بَـعـْـدَ الآنَ مِـنيْ
آهِ كـَـمْ كـُـنـْـتُ شـَـقـِيـّا
قـَـدْرَ ما كـُـنـْـتُ جـَـلـِـيّـا
مِـثـْـلَ مِـرآةٍ لـِـفـَـجْـرٍ باحَ بالضوءِ إلـيـّا
فـَارتـَـوىْ بـِالنـورِ دَربيْ وَارتـَضىْ حـُـباً رَضِيـّـا
فـَإذا بـِالحـُـبِ نارٌ عَـربـَـدَتْ فيْ القـَـلـْبِ كـَـيـّـا
آهِ كـَمْ كـُـنْـتُ غـَـبيـّـا
قـَدْرَ ما كـُـنـْـتُ وَفـيـّـا
مِـثـْـلَ مِـرساةٍ بِـصَخـْـرٍ وَالـرِياحُ تـَصيحُ هَـيـّـا
فارتمىْ لِـلموَجِ قـَـلبيْ وَالحـِـبالُ تـَـشُـدُّ فِـيـّـا
حِـيْـنَ خَـصْـرُكِ فيْ يـَـدَيـهِ وَالـنـَّـوازِفُ فيْ يـَـدَيـّـا
آهِ يا قلبي هوى طيرُ الهوى
نازفاً ما بينَ عينيكِ وعيني
ما الذي تبغينَ بعدَ الآنَ مني
آهِ لـَوْ تـَـدْرينَ أنيْ
كنتُ حُـرّاً باختياريْ لقيودٍ أشْعـَلتـْـني
آهِ لوْ تـدرينَ أنـّي
بتُّ عبداً بـِفراريْ لِحدودٍ أطفأتـْـني
ذكرياتٌ هيَ سِجْـنيْ
صِنـْـتـُها فاسْـتعْـبَدَتـْـني
ها أنا أختارُ جُرْحاً فيهِ كلَّ الوجْـدِ أحيا
لا ضماداً فيهِ بعضَ العشقِ أغدو أو كأنـّي
إنـَّـنيْ فـيـكِ احـْـتـِضارٌ وَانـْـتـِـصارٌ
إِنـَّـنيْ يا حـُـبُّ .. إنّيْ
ما الذيْ تـَبـْـغـِـيْـنَ بـَـعـْـدَ الآنَ مِـنـّيْ