ذات يوم دعاني سفير أحد البلدان العربية إلى العشاء ومعي صديق شاعر مبدع * … كان هذا السفير صديقا قديما… وكنت قد تعرفت إليه عندما كنت في زيارة لبلده، وكان يومها وزيرا حرص على متابعة أمسياتي هناك فنشأت صداقة بيننا منذ ذاك الحين… وبما أنه مغرم بالشعر كان لا بد من قراءة بعض القصائد إبان السهرة وحين جاء دور صديقي الشاعر ألقى بتفاعل وتشديد على الحروف قصيدة ينتقد فيها السلطات عموما، ووصل إلى شطر يقول فيه متبرأ من السلطات وفسادها: ( لم أكن يوما وزيرا أو سفيرا أو حقيرا…) تبادلنا النظرات جميعا فظن صديقنا الشاعر المبدع أننا نود أن يعيد هذا الشطر، فبدأ بإعادته وتنبه على الفور، فضحك وضحكنا جميعا حتى أدمعت عيوننا بمن فينا السفير – الوزير… فقال له الشاعر وقد أحس بالإحراج وهو يهتز ضاحكا: أنت بالذات لم تكن مقصودا…
• الصديق هو الشاعر السوداني الراحل جيلي عبد الرحمن