أشهر قصيدة روسية
زمن الحرب الوطنية العظمى
(انتظريني سوف أعود)
القصيدة للشاعر قسطنطين سيمونوف 1979- 1915 الذي شارك بنفسه في المعارك ضد النازية بما في ذلك في تحرير عدد من دول أوربا – والقصيدة من الشهرة بحيث يصعب أن تجد دارسا في الاتحاد السوفييتي أو روسيا لا يحفظ هذه القصيدة أو لا يعرفها على الأقل… قصيدة بهذه الشهرة كان من البديهي أن تلفت نظر المبدعين من هنا تكاثرت ترجماتها بروح جميلة مقاربة مهما اختلفت الأساليب لأن المبدع يتحسس القيمة الجمالية، ولكن سهولة القصيدة وعذوبتها وقربها من القلب دفع عددا غير قليل من المتطفلين على الإبداع والأدب عموما إلى ترجمتها، ولكن الذواقة قادرون على تمييز الغث من الثمين…
انتظِريني سوفَ أعودْ
لكنْ انتظِري بِصمودْ
انتظِري إنْ حزنٌ جاءْ
عبرَ الأمطارِ الصفراءْ
انتظِريني سوفَ أعودْ
وسْطَ الحرِّ أوانَ يهوجْ
إنْ هبَّتْ عاصفةُ ثلوجْ
انتظِري إنْ حلَّ اليأسْ
بِمَنِ انتظَرَ فنسيَ الأمسْ
انتظِري في البُعدِ الحائلْ
حتى إنْ لم تأتِ رسائلْ
حين يملُّ جميعُ الناسْ
حلمَ المنتَظَرِ الموعودْ
انتظِريني سوفَ أعودْ
لا تتمني الخيرَ لِمَنْ
يحفظُ غيباً أنْ قدْ حانْ
في البُعدِ أوانُ النسيانْ
فليثِقِ الابنُ الأمُّ سواءْ
أنّي ما عدتُ مِنَ الأحياءْ
وليتعبْ صحبي في الدارْ
ملتفينَ بقربِ النارْ
وعلى ذكرى روحي خَمرا
إنْ جَرعوا تذكاراً مُرّا
لا ترتَشفي كأسَ خلودْ
انتظِريني سوفَ أعودْ
انتظِريني سوفَ أعودْ
رغمَ جميعِ دروبِ الموتْ
وليجهر صحبي مَن حَضَروا
من لِرُجوعي لم ينتظِروا
أنْ حظاً حالَفَني القَدَرُ
لنْ يفهمَ أحدٌ أبَدا
وسْطَ النارِ برغمِ الموتْ
صبرُكِ أنقذَني فَنَجوتْ
كيفَ حَيَيت؟
لا بدَّ سنعرفُ ذاكَ غَدا
وحديْ أعرفُ ذاكَ وأنتِ
يكفي أنَّكِ أنتِ قدِرتِ
أن تنتظِري دونَ سُدى
وكمثلِكِ أحدٌ ما صَمَدا