الرحيل والأحداق
في عينيكِ.. من غَرَقي
فَكم باكرْتُ أحلامي
وظِلُّ وِسادَتي أَرَقي
أخافُ ..
تَضيعُ شُطآني
أخافُ
يزيدُ إيماني
بِعينيكِ
فأعبُرُ جِسرَ أحزاني
كأنّي عائِدٌ ذاهبْ
شَقيٌّ ماجِنٌ راهبْ
ودربي .. مُثلِجٌ لاهِبْ
وأعدو لاهثاً للظِلِّ مَزروعاً بِدَوّامَهْ
كَطِفلٍ يَحمِلُ الأعوامَ في كَفَيّهِ مثلَ الماءِ تيّاهاً
يَقْطُرُ مِنْهُ أيامَهْ
لكِ الأشواقْ
ما لونُ الرَحيلِ بِقبلةِ المُشتاقْ
لكِ الأشواقْ
من يَبني سُدودَ الليلِ يومَ تباعُدِ العُشاقْ
مَنْ يَجني لآلئ جَدوَلِ الآماقْ
تَباعَدْنا...
جَناحَيْ طائِرٍ حَلَّقْ
وها عُدْنا...
وَعَشَّشَ طائِرُ التَرْحالِ
ضَمَّ جَناحَهُ المُرهَقْ
وَعَرّى ثوبَ روحَينا
لِنبدأَ رِحلةَ المُطلَقْ
***
أخافُ عليكِ
في عَينيكِ مِن غَرقي
فَكوني الدربَ والبَسْمَةْ
وكوني في الدُجى نَجمَةْ
مَسيري فَوقَ هامِ المُستحيل
بِحاري مُوجُها عَرقي
فَهزي السَّوطَ فَوقَ الريحِ وَانطلقي
عِناني سالفُ الأفقِ
ومُهري جَمرَةُ الشَّفَقِ
لِغيري شتلَةُ الرّيحان
لِغيري رَقصةُ الأغصانْ
ولي تَهويمَةُ العبَّقِ
وغيري يَسكبُ الأشواقَ فَوقَ الهُدبِ والأجفانْ
وشَوقي مَوطِنُ الأبعادِ في الحُدَقِ
لِصيادينَ طيبُ المَوجِ والشطآنِ .. آنستي
شِراعي غَيمةٌ كالرُّعبِ شُدَّتْ فوقَ مَركِبتي
أنا القُرصانْ
تركتُ الشطَّ لِلغُلمانِ
بحثاً عن لُمى الغَسَقِ
فَهلْ ألقاكِ في العُمُقِ
فلولا رهبةُ الإعصارِ في الأعماق
ما أبْحَرت
ولولا النارُ في الأشواقِ
ما أحبَبْت
أخافُ عليكِ
في عينيكِ مِن غَرَقي
فَكوني الشمسَ … واحْتَرقي