حبيبي كالأريج نسيم روض

حبيبي كالأريج نسيم روض

بقلم: أيمن أبو الشعر

حَباني الـدهـرُ بالـرؤيـا حَـبانيْ

فــَبـاتَ الحـلـمُ أحــداقَ الأمـانــيْ

أرى ما عشْتُ حقاً وهْوَ وَهمٌ

وَأسْـــمَــعُ أو ألامــِـسُ أو أُدانــي

تـَـؤولُ الـكـائِـناتُ كـَما أراهـا

كـَفـِردوسٍ تـَوغـّــلَ في كـيـانـيْ

تـَكـوَّرَ بُــْرجُها كالغـَيْمِ داني

تـَلــوّى خـَصـرُهـاك الأُفــعـــوانِ

تِلالُ الـلـونِ أنـْـسامٌ مَـسامٌ

طـُيورُ الضَــوءِ أشْـجـارٌ أغــــانِ

غـَديرٌ مِـنْ فـَراشاتِ ابْـتسـامٍ

ضِفـافٌ راقـَصَـتْ عُشْـبَ التهانيْ

كـُراتٌ مائِـعاتٌ مِـنْ حَـكايـا

وَحَـلـوى مِـنْ خُصورٍ في صَوانيْ

وَجُنَّ مُـثـَلـثٌ يَـندى بـَريْـقــاً

كـَـنـارٍ خـُبــِئـَتْ فـي الأُقـْـحـــوانِ

لـَهُ عُــْرفٌ تحدَّى مثـْـلَ ديـكٍ

وَجُــــرحٌ يَسْــتـَفِــزُكَ لِـلطـِــعــانِ

أُطارِدُ فيْ مَـدى الآفـاقِ ظبْياً

مِـنَ الألـْحانِ والــرؤيا حِـــصانيْ

لـَهُ وَقـْعُ السَنابِكِ نَبْضُ قلبيْ

يُجــَرْجـِرُنيْ وَفيْ عُــنـْـقيْ عـِنانيْ

وَأبْحَثُ عاشِقاً عَنْ فـَرْحِ حُزنيْ

وَمـَعـْـشوقٌ تـــَربَّـعَ فيْ مَـكــانــيْ

حَبيبيْ كالأريْـجِ نَسيْمُ رَوْضٍ

بـــِـمــِرآتــيْ أراهُ وَلا يــَـرانــــيْ

بَـكىْ مِنْ عَطـْفِهِ كالطِفلِ قلبيْ

وَمِـنْ آلامِــــهِ غـَـــنـّـى لِــسانـــيْ

أنا أفـْديْـكَ مَنْ أشْـعَـلـْـتَ قلبيْ

وَكــُـنـْـتُ كما أرَدْتَ بـِما أُعـانــيْ

أذوبُ إليـْـكَ يا وَضّـاءُ شَـوقـاً

كـما ذابَـتْ قـُرونٌ فـيْ ثـــَوانــيْ

دُهـُورٌ فيْ جَلالِكَ لـَمْحُ وَمْضٍ

فـَما الأيـامُ فيْ عــُـرْفِ الـزمــانِ؟

نـَظـُنُّ بأنـَّـنـا نـَدنـو لِـوصْـــلٍ

وَيـَبْـقـى بُعـْـدُنـا قــَـدْرَ التــَدانــيْ

تـَقـُودُ الكـِبْـرياءُ إلى انـْـتِصابٍ

وَكــَمْ قــادَ انـْحِــنــاءٌ لِـلــهــــوانِ

أهيْـمُ وَلا أريـْمُ سِـوى رَفـيـفٍ

كطـَيْـرِ الحُـلـْـمِ في عشِ الأمانيْ

وَكمْ وُصِفَ الجَمالُ بـِلا نَوالٍ

وَهَلْ ترقى الحُروفُ إلى المَعانيْ

وَما عَـسلُ الجـِنانِ غـَداةَ شهدٍ

يُكـَهْـرِبُ مِنْ مَـجَـسـّـَاتِ اللِســانِ

خُـذِ التيجانَ والماسَ المُصَفـّى

وَدَعْ ليْ البـرقَ مِنْ ثـَغـْرِ الحِسانِ

أيُـعْـقلُ أن يُـقارَنَ مَـجْدُ نـَهْــدٍ

بِأُكـْـرَةِ لـُؤلـؤٍ في الصَــولـَجـــانِ

حـُبَيْـباتُ التـَعَرُّقِ فـَوقَ خَصْرٍ

نـُضـارٌ فـَـوقـَهُ دَمْـعُ الـجُــمــانِ

لـَئِـنْ كـُنْتَ الصَفيَ وَتـَصْطفيها

فـَمـا لِـلـْخـَلـْقِ مِنْ إِنْــسٍ وَجـانِ

دَعـونا نـَحْـتسيْ الأزمانَ وَصْلاً

دَعـــونـا نـُحْـتـَسـى فـي كـُــلِّ آنِ

فـَكمْ طـُهْراً بـِعِـشْــقٍ أنـْكـروهُ

وَكـمْ إثــمـاً بـِمــيـثـاقِ الـقِـــرانِ