البرق

بقلم: أيمن أبو الشعر

لَـقَدْ قُـلْتُ لِلْبَـرْقِ :

خُـذْني مَـعَـكْ

لأَعْرِفَ كَيْفَ تَسـوطُ السَّماءْ

بِنَـهْرٍ مِنَ الـِّزئْـبَقِ الـَّرعْدِ

كَيْ (تَـلْـمَـعَـكْ)

فَكَمْ سـاطَ قَـلْبيْ جُحودُ الـَّزمانْ

بِشَـلاّلِ حُـلْمٍ وَما أَبْـدَعَكْ

لَعَـلَّكَ شِـْريـانُ زِنْـدِ الْـفَضَاءْ

تَـوَثَّـبْتَ اِذْ كَـفُّـهُ في مَهـاويْ

الْـفَـلَكْ

أَحاطَتْ بِـنَـهْدِ اكْتِـمالِ الْـمَدارْ

فَـجُـنَّتْ دِمـاؤكَ لـمّا دَعَـكْ

أنـا نَـزْفُ شِـريانِ قَـهْرِ الرّجـاءْ

تَـدَفَّـقْتُ اِذْ مِـعْـصَميْ فيْ

نِـصالِ الشَّـركْ

تَـوَغَّلَ في عَظْمِـهِ نابُ فَـخِّ السِّوارْ

وَسـالَتْ دِمـائيَ لَـمّا انْـشَـبَكْ

لِماذا تُحـاوِلُ خَـلْـقَ الْـوَميـضْ

بـآفـاقِ روحـيْ

وَخَـلْـفَكَ هـذا الْـمَـدىْ

مِنْ شُـحـومِ الـظَّلامْ

لِـماذا تُـلألِـيءُ لِـيْ أَضْـلُـعَـكْ

وَتَرْسُـمُ مَحْواً خُـطُوطَ الضِّـياءْ

عَلى دَفْـتَرِ اليل خَـيْطَ الشَّـبكْ

أَتَصْطادُ خَـلْفَ الـَّزمانِ الـُّرؤى

وَرَعْشـاً لِـمَنْ قَـدْ مَـضى .. ما هَـلَكْ

تُـراكَ تُحـاوِلُ فَـكَّ الـُّرمـوزْ

تَـعالَ وَخُـذْني فَـقَدْ أنفعك

أنـا عِشْـتُـها كُـلَّها

أنـا مُـتُّها كُـلَّها

بَـعْـضُها مَـلَّها

بَـعْـضُها شَـلَّها

أنـا ظِـلُّها

ظِلُ هذا الشَّـبابِ الْـعَجوزْ

لِـماذا تُـحاوِلُ فَـكَّ الـُّرمـوزْ

أنـا فَـحْـمَـةُ الْـحُـلْمِ بِـاسْـمِكَ

كَـمْ ذا احْـتَـَرقْتْ

لأحْـلُمِ أنـّيْ بِـناريْ اخْـتَـَرقْتْ

جِـدارَ الْـبُـروجْ

وَيـْوقِـظُني لَحْـظَـةَ الانْـتِصارِ أُواري

يُـواريْ الْـتِماعَكَ آنَ الْـولـوجْ

فَكَـمْ ذا بِـحُلْمي أَفَـقْـتْ

وَألْـغَـيْتُ فِـيْـهِ اكْـتِمـاليْ

وَكَـمْ ذا يِـصحْويْ غَـفَوتْ

فَـأوْقَـفْتُ فِـيْـهِ احْـتِمـاليْ

ظِـلالاً غَـدَوتْ

فَـلا أمْـلِكُ الْـحَـقَّ في أن أعِـيْـشْ

بِـصَحْـويْ

وَفيْ الْـحُـلْمِ

في أنْ أمـوتْ

أَيـا بَـرْقُ .. يـابَـْرقُ .. رِفْـقاً بِـعَـتْمِيَ

مـا أسْـطَـعَكْ

وَيـا بَـْرقُ .. يـا بَـْرقُ.. رِفْـقاً بِـقُـبْحِيَ

مـا أرْوَعَـكْ

تَـوَسَـلّـتُ ..

حـاوَلْـتُ ..

جَـمَّـعْتُ كُـلَّ الشَّـظـايـا

وَلَـمْ أجْـمَعَكْ

تَعـالَ الى الـُّروْحِ .. خُـذْهـا

فَـأنـَّى أُغـادِرُ

تَـبْـقى مَعيْ

وَأنـَّى تُـغادِرُ

أبـقى مَـعَكْ

فَـقالَ لِـيَ الْـبَـرْقُ :

اِنـّيْ عَلِـيٌّ

وَأنْـتَ وَطِـيءْ

وَاِنـّيْ سَـريْـعٌ

وَأنْـتَ بَطِـيءْ

فـإنْ أبْـدأ الْـخَطْـوَ ..

أُنْـهيْ ارْتِـحـالي

وَلَـمّا تُـغادِرْ مَعي مَـوْضِعَكْ