بقلم: أيمن أبو الشعر
لاشَيءَ بَعْـدَ الآنَ يُـنْجـيْنيْ
أقْـعيْ كَـتِمْـثالٍ مِنَ الآلامِ
تَـعْبـُرُني حَـكايـا الأمْسِ
تَـيّـاراً صَعُـوقَ الْـوَمْـضِ
بَـينَ الْـحِينِ .. وَالْـحينِ
وَأظَلُّ أهْـتُفُ: لَـيْسَ بَـعْنِـينيْ
… تَـمْشيْ الْـجَـنازَةُ في دَميْ
وَعَلى أكُفِّ النَّـبضِ تَـحْمِلُ
حُبَّنا طِفلاً مِنَ القُبُلاتِ
والـرُّؤيا وَأحْلامِ الـَّرياحـينِ
… تَـمْشيْ الْـجَنازَةُ في دَميْ
وَعَلى أَكُـفِّ الذِّكْـرَياتِ تَشيلُ
جُـثْماناً تَسَجَّى كَالْتِماعِ الْخاطِرَهْ
تابوتُـهُ مِرآةُ أزْمانِ الْـحَـنـينِ الطّـاهِـرَهْ
يَـهْفو وَيَـكْـتُـبُـهُ الْـمَواتُ كَطَـعْـنَةٍ
في الْـخاصِرَهْ
ظِلاّنِ بَـيْـَن الـتَّـوقِ وَالْـبَـْينِ
مُتَلاحِمانِ تَراءَ يـا في الْوَجْدِ نِصْفَينِ
فَـهُناكَ فَوْقَ الصَّدْرِ خَلْفَ غلالَـةِ
الْكَـفَنِ الضَّبابيِّ انْـتِـفاخاتٌ
وَفَـجْواتٌ كَـفَـوْهاتِ الْبَـراكينِ
شَـمَخَتْ يَـنابِـيْعُ الْـحَنانِ تَـفَجَّـَرتْ
في بَـعْـضِها
وَبِـبَـعْضِها آثاُر عَضَّاتِ الـثَّعابينِ
… يَـمْضيْ الـجَـنازُ كموكبٍ … يمضي
حُشُـوْداً في شَـرايينيْ:
رَعشاتُ ضَمّاتِ الْـمُـتَـيَّمِ ،
فَـوْرَةُ الْـعَـبَقِ
رَتْـلُ الْمَواعيدِ الْـجَميلَةِ رَقْـصَةُ الأَضْواءِ
في الْـحُـدَقِ
وَرَفيفُ عُصْـفورٍ بِعُـشٍ كانَ يَشْـهَدُنـا
يَومَ اجْـتَرَحْنا في جُذوعِ بُـروجِـهِ
سَـهْماً وَقَـلْبَينِ
هَـمَساتُـنا عِنْدَ الْـمَساءِ عَلى
وِسـادِ الشَّوقِ وَالأَلـَقِ
ولُـهاثُنا الْمَجْنونُ وِشْكَ تَدَفُّـقِ
الْيـَخْضورِ تحضُـنُـهُ
حُـبَـيْباتٌ مِنَ الْعَـرَقِ
كُلٌّ يَسيرُ وَراءَ نَّعشِ الحُـبِّ مَعْطوبَ الْفُؤادْ
يَـمْضي الـجَنازُ كَموكِبٍ يمضي
حُشُوداً في شَـرايِينيْ
أَدْريْ بِأنَّ الْـقَلْبَ وِجْـهَـتُـهُ
وَالْـخَفْـقُ يَعْلوْ عَبْـرَ أَصْداءِ
الْمَعاوِلِ كُلَّما اقْـتَرَبَ الْـجَنازُ
أَلا تَعيْ قَدْ صَـارَ هذا الْـقَلْبُ
قَبرْاً ..لَـيْتَني أغدو رفاتاً فيه يأويني
… لاشَيءَ بَعْدَ الآنَ يُـنْـجينيْ
غَرَسَتْ أَصابِعَـها بِروحيْ الفاجِعَـهْ
وَانْـهارَ سُـورُ الْـحُبِّ مُلْحـاً بَعْـدَ
كَأْسيْ السَّابِـعَـهْ
لاتَـفْزَعيْ مِنْ وَجْـهِيَ الدّاميْ
وَمِنْ مِـزَقِ الْـقَميصِ
وَلَطْخَةِ الطِّينِ
لاتَغْرُزيْ في الْـقَلْبِ نَظْرَةَ مُشْـفِقٍ
مازالَ مَهْـرُ الْكِبْـرِياءِ مُرابِعـاً
وَمُسارِحاً مَرْجَ الاباءِ
عَلى جَفونـيْ
الـّريْحُ بَعْضُ تَنَفُّسيْ ، وَالشَّمْسُ
مَشْرِقُـها جَبيني
بالله غُضّيْ الطَّرْفَ يَقْتُلُني الْـحَياءْ
صُبيْ عَلَيَّ الْـماءَ
وَابْتَعِديْ قَلِيْلاً بِالإِناءْ
اِنيّ لَيُؤْلِـمُيْ كَثِيراً أنْ تَـرَيْنيْ
مُتَـرَنِّحاً بِالْوَجْدِ مَعْطوبَ الرَّجاءْ
لاشَيءَ بَعْدَ الآنَ يُـنْجِيْنيْ
رُديْ وَرائِيْ الْبابَ خَلَّينيْ
في رُدْهَـةِ الْـحَمَّامِ مُنْـطَفِئاًومنكفئا
كَالْـمِعْطَفِ الْـمَرْميِّ
زاوِيَـةَ انْـحِناءْ
هذا أنـا شَـرْخٌ تَسَـْربَلَ في جِدارٍ
آيلٍ لِلانْـهيارْ
مَنْ أخْضَعَ الأَقْـمارَ وَالابحْـارَ وَالـتَـيَّارَ
مُـتَّكِيءٌ عَلى الصُّـنْـبـورِ
مَـخْذولاً كَشِبلٍ سَـمَّمَـتْهُ
فِخاخُ طُّعْمِ براءة العينين مُبْـتَلاً
ومخُـتلاً كَـأنَّ مَـحاجِـرَ الأصْـداءِ
تَـْرسُـمُ دارَةَ الـتَّـلْـويْنِ
في عَيْنيْ
هذا أنـا بَعـدَ انْشِطارِ الْـحُلْمِ يَومَ
تَكَسُّرِ الأقْداحِ مُنْهَـدٌّ على الصُّـنْبورِ
فَـهْوَ الْـمِشْجَبُ الْمَرْصودُ لِلأَرْواحِ
اذْ يَغْتالُـها غَدْرُ الـَّزمانِ … تَـعُبُّ
خَـمْرَتَـها كُؤوساً مِنْ شَظايا الْـحُلْمِ
وَالشَّفَراتِ وَالذِّكْرىْ
وَطُـهْرِ مَنـاِسكِ الْعُشّـاقِ …
تأتي الطَّعْنَـةُ الْكُبرىْ
فَـتَعْبـُرُها عَلى مَرأىْ الـمَغاسِلِ
حرقةً أخرى
ودُوّاراً وَقَـيْئاً مِنْ سَكاكينِ
… صُبِّـيْ عَلَيَّ الْـماءْ
وَابْتَعِديْ قَـليلاً بِالانـاءْ
في كُوَّةِ الْـمِرآةِ وَجْـهٌ باهِتٌ
لَيَكادُ يَـخْتَرِقُ الْـمَلاسَـةَ
كَيْ يُـعَزِّيـنيْ
في كُوَّةِ الـمِرآةِ وَجْـهٌ مُتْعَبٌ
لَكأنَّـني قَـدْ كُنْتُ أَعْرِفُـهُ
ما بالُـهُ يَـبْكيْ بِكَهْفِ الـزِّئْـيَقِ
الْـوَقْتيِّ يَـمْضيْ
لا يُـحَيّينيْ
… اِيــهْ
لا تَلْمسيْ جُرحيْ
رُديْ وَرائيْ البابْ خَلَّـيْنيْ
وَحْديْ مَعَ الأصْداءْ
لا تَـخْدُشيْ طَقْسَ انْـتِحارِ الْـحُبِّ
تَـمزيقِ الـِّرداءْ
الطِّـفلُ نـامْ …
لا ..لا تَـهُـزّيْ الْـمَهْدَ …
لن تجدي ابتهالات الكلام …
لا تَـرْفَعيْ عَنْـهُ الْغلالَـةَ
لَنْ يُـجِيْبَ لَكِ الـَّرجاءْ
فالطِّفْلُ مُـْزرَقَّـاً مُسَجَّىْ
وسْطَ نَـعْشِ الْكِبْـرِياءْ
صُـِّبيْ عَلَيَّ الْـماءْ
وَابْـتَعِديْ قَليلاً بِالإنـاءْ ..