حينَ ذِكراكِ تطوفْ
كلُّ آلامي تطوفْ
يُقفِلُ الأفقُ الغبارْ
قاتماً كالهولِ ينشدُّ الحِصارْ
ثم يبسمُ مِن مداهْ
بُرعمُ الثغرِ وآهْ
حينَ تفترُّ الشفاهْ
تلمحُ العينُ المسارْ
نحوَ ميلادِ النهارْ
…
2
حينَ ذكراكِ تطوفْ
يرسمُ المنفى بعينيَّ الخسوفْ
ثم أصحو في صراعِ الصورتينْ
راسماً من ضوءِ عينيكِ انقطاعَ
الزردِ ما بينَ المعاصِمْ
وانشدادَ القبضتينْ
والتقاءَ النظرتينْ
…
3
حينَ ذكراكِ تطوفْ
وأنا بينَ الحُطامْ
أجمَعُ الأعصابَ مُنهدّاً
ومِن حولي شَظايا وعِظامْ
ساهِماً في وجهِ مقتولٍ يُحدِّقُ قُربَ حُفرةْ
لم يزلْ فيها شميمُ النزفِ والبارود
جامدَ الأحداقِ نصلٌ جارحٌ في كلِّ نظرةْ
حينَ ذكراكِ تطوفْ
أتبعُ الخيطَ الذي يصبغُ ثغرهْ
نحوَ منعطفِ الدماءْ
فتشدُّ الثغرَ مني بسمةٌ حُبلى بِفكرةْ
عِندما ألمحُ زهرةْ
…
4
حينَ ذكراكِ تطوفْ
وأنا في السجنِ مرتجفَ المفاصلْ
متعبَ العينينِ محشوراً بزاويةِ الجدارْ
باحثاً عبْرَ جفافِ الحلقِ عن حرفٍ
نديٍّ أو عباراتِ اصطبارْ
أُثبِتُ الأبصارَ في قضبانِ نافذةِ الحظيرةْ
فتموجُ سلاسلُ الفولاذِ ترتادُ الخيالْ
في دلالِ السكبِ خصلاتُ الضفيرةْ
فيفكُّ الفرحُ في ثغري الإسارْ
مانحاً صوتي الهويةْ
مُدركاً أنَّ الحروفَ الأبجديةْ
في سكونِ الليلِ كي يأتي النهارْ
صوتُ ترديدِ الشعارْ
