اللانهايات حدودي

أُحِبُّكِ أنتِ أغنيَّةْ

على شفتيَّ مرميّةْ

وشوقي نايُ راعي الوهمِ

والقطعانُ منسيَّةْ

ودمعةُ فارسٍ في العينِ تحبِسُها

جفونُ الكبرياءِ الحرِّ تطفو فوقَ

أحداقي فتعكسُ صورةً مرتجةَ

الأبعادِ تنزلقُ المسافاتُ العصيةُ

بين نهديكِ الغريرينِ اللذينِ أذلَّ

عزَّهُما استلابُ الرغبةِ المعطاءِ

لا أقوى على الإغماضِ أخشى

أن تبينَ الدمعةُ انفجِري أمامي

هكذا في الضوءِ… يا قهراً بِلا

أفقٍ و يا ذكرى من النسيانِ مَنسيَّةْ

أأنتِ الحُبُّ …ضيَّعني حنيني

أأنتِ القهرُ …روَّعني أنيني

أُحِبُّكِ سائلي دمّي الذي يَغلي

لرؤيةِ نهدكِ العريانِ في كفِّ السلاطينِ

أُحِبُّكِ أكتوي ألماً بلى وأغارُ ألفَ أغارُ

إن تلثمْكِ ريحُ الغربِ أدري أنَّهم خدعوكِ

أو أغروكِ…لكنّي حبيبُكِ لا تقولي أنتِ واعيةٌ

لما تُبدينَ لستُ مُغفلاً ليتَ الذي ألقاهُ أضغاثٌ

وأشباحٌ خياليَّةْ

أهذا الجاثمُ المحتدُّ رهزاً فوق موجِ الخصرِ

أحلامٌ؟ … وذاكَ المُبعدُ الساقينِ

والعفريتُ ثالثُهم فويقَ الحبلِ منهمكٌ

لعلّي تشغلُ الأبصارَ مِنّي خفةُ الكفينِ

والألعابُ سحريةْ

أما تدرينَ أن العريَ حبلٌ شانقٌ ودمٌ

وأنَّ الرعشةَ الكُبرى قُبيلَ الموتِ جِنسيَّةْ

لماذا أنتِ يا سيفاً يمانيّا يضاجعُ

هامةَ الفرسانِ لا يرضى احتلامَ الغمدِ

أذللتِ الرهيفَ الحدَّ للدرعِ اليمينيَّةْ

لماذا أنتِ يا مهراً تهامياً

يسابِقُ في السهوبِ الريحَ مشتعلاً

كزوبعةٍ …تركتِ عنانَكِ المجدولَ

بالأمجادِ للأوغادِ سُبَّحَةً …ميداليَّةْ

لماذا أنتِ يا حُبّي المضرَّجَ بالقرابينِ انتهيتِ

بمذبحِ الكهّانِ مبخرةً وأضحيَّةْ

لماذا جفنُكِ المفتوحُ في وجهي

يقيسُ تحركي للضوءِ يرصدُ كلَّ إحساسي

ولا ينسى بأنْ يدحضْ

وعندَ الغمزةِ المغناجِ أنْ حزّوا وريدَ العنقِ

سيّالاً… تكاسلَ فجأةً أغمَضْ

لماذا أنتِ سكيني طوالَ العمرِ

مُرتقِباً بريقَ النصلِ إذ أنهَضْ

وحينَ تطاعنَتْ كَفّي وكفَّ الموتِ

قطَّعْتِ الأصابعَ كنتِ سكيناً ولكن دونَ مِقبَضْ

أجيئُكِ حاملاً جرحي على جفنيَّ

لا أنهدُّ أو أرتدُّ أو أيأسْ

وأهتُفُ في وجوهِ الخانعينَ

بأنَّ الليلَ قد أشمسْ

ولن ينهارَ صرحُ الحُبِّ

لن ينأى حنينُ القلبِ للصمتِ

فمَن أعطاكِ حقَّ النزفِ من أعطاكِ

حقَّ الخوفِ والموتِ

يقيناً لم يضيعَ الدربُ لن تحني

شموسُ المجدِ هاماتِ الرعودِ

فعودي للمسارِ الحقِّ أمطاري غداً

تجتاحُ منحدَرَ الوعودِ

هو الحُبُّ الذي يُحيي نزيفي

إنْ أمتْ يبقى اندفاعاً

زارعاً في رحم قحطِ العُقمِ إخصابَ الحياةِ

وتاركاً في كلِّ رابيةٍ بنودي

هو الحُبُّ المخلَّدُ

تسأليني مَن أنا

في بسمةِ الأطفالِ رقمُ بطاقَتي

في شهقةِ الأبطالِ صوتُ شهودي

أنا الإنسانُ أبني دولتي

والفرحةُ المعطاءُ رمزُ وجودي

شموعيا أحِبُّكِ حاضناً

بدئي الحياةُ مُكوِّنا… واللانهاياتُ حدودي