لأنَّ عيونك بعض امتدادي

ألم تُدركي بعْدُ أنَّ احتراقي

كحُبي قضيةْ

وأنَّ الحدائقَ في العينِ مهما سبَتني

وإنْ عذَّبتْني

ستبقى مرافئَ فَرحي وحُزني

وتبقى شعاعاً بليلي وسِجني

وأغلى من الدفقِ… أحلى ِمن الأفقِ

أصفى من البرقِ

أسمى وأشهى ستبقى لديَّ

لأنَّ عيونَكِ بعضُ امتِدادي

لأنَّ جفونَكِ تلٌّ ووادِ

وغابةُ زعتَرْ

وبحرٌ أحاطَ كياني وأبحَرْ

ألم تُدركي بعدُ أنَّ الأنينْ

يوالَدُ عندي شهيَّ الرنينْ

ويسري جياداً بدفقِ الدماءْ

وأنَّ انحباسَ الدموعِ عطاءْ

يُخلِّقُ فيَّ انفجارَ المواسِمْ

مدينةَ عنفٍ

وسورَ صراعْ

مناجمَ عشقٍ تُخمَّرُ فيها البروقْ

فأغدو غماماً ويهوي الذراعْ

رعوداً تُمَّزِقُ صمتَ الضياعْ

فأذكُرُ أنّي أُحِبُّكِ أكثرْ

وأعشقُ كونَ حنيني يُقطَّرْ

مسافاتِ رؤيا وأمواجَ لُقيا

وخفقَ شراعْ

تعالي لنقهرَ حتى الفراقْ

نُوَحَّدَ في الجمرِ دفءَ انطلاقْ

فإنْ فرَّقتْنا على الدربِ نارُ الطغاةْ

سمَونا التصاقاً بوهجِ احتراقْ

وعُدنا نشيداً بكلِّ الشفاهْ

ويخضورَ عزمٍ بجذرِ الطفولةْ

ألم تُدركي بعدُ أنَّ البطولةْ

وليدةُ ثأرٍ وذكرى جميلةْ

فما السيرُ قربي إلى الموتِ نزهةْ

ولكنَّهُ المجدُ خطوُ اقتحامْ

يُكثِّفُ روعةَ دهرٍ ببرهةْ

فأغلى وسامٍ بصدرِ الرفيقْ

نزيفٌ تخثَّرَ في ثغرِ فوْهَةْ

ألم تُدركي بعدُ أنّي موَلَّهْ

بِحُبِّكِ لكنَّ قلبي

يَضجُّ بإيقاعِ زحفِ الشروقْ

فدربي وحبي مزيجٌ مؤلَّهْ

من العشقِ

والرفضِ

والاحتراقْ

فلا ترمُقيني بشوقِ التملُّكِ والاحتواءْ

وكوني التجدُّدَ كوني النقيضْ

لكي تستفيقي لدفعِ الطريقْ

إذا ما غزا الجفنَ تهويمُ غَفْلَةْ

خذي من لهيبي البريقْ

بوهجِ ارتشافي مِن النهدِ نهلةْ

لأني سأتركُ خصبَ الجموحْ

كما تتركُ الطلعَ في الزهرِ نحلةْ

بوقتِ امتصاصِ الرحيقْ

فهل تلمحُ العينُ سرَّ الجمالْ

بغيرِ التحامِ الشعاعِ بمُقلةْ

بلى إنَّ دربي شفاهٌ

وحُبي شفاهْ

ولن يُخصِبَ الرعشُ إلا بِقُبلةْ