تُرى تنمو حكايانا
أتُخصِبُ نطفةُ الإشراقِ أم تخبو
أتغدو طفلةً تحبو
وسنبلةً على أهدابِ مرياما
وهذا البعدُ هل ينأى
يكثِّف غيمةَ الأزمانِ تقطُرُ
رعشتي فيها فتُحييها
وتنثُرُها كزهرِ الضوءِ ألوانا
على ساحاتِ هافانا
تُبخَّرُ حوليَ الغاباتُ والوديانُ
تصطَكُّ البحارُ تُقلَّصُ الطرقُ العصيَّةُ
أعبرُ الزمنَ التواجدَ أفتحُ الجفنينِ ألقاني
بحُضنٍ ضجَّ ريحانا
على ساحاتِ هافانا
…
يدي تحنو وتشتَدُّ
وقلبي يوشِكُ الإفلاتَ من صدري
ويرتدُّ
فوجهي راعشاً يدنو إلى وجهِكْ
رفيفُ الطيرِ في جفنيَّ… فالعشانِ
في عينيكِ مفتوحانِ للمُطلَقْ
يُخلَّقُ شوقيَ الملهوفُ عداءً ويعبُرُ
غابةَ الأهدابِ خلّي الدربَ للرحالةِ المُرهَقْ
فبابُ الحلمِ شفافٌ هلاميٌّ
سيعبُرُهُ وإنْ في وجهِهِ يُغلَقْ
…
أنا آتٍ ومركبتي أناشيدُ
وأمواجي زغاريدُ
نشرتُ خفوقَ أشرعتي من الأعلامِ
كي تسري
فدفْعُ الريحِ تنهيدُ
ومجداً فاحَ قلبانا
إلى ساحاتِ هافانا
إلى أرضٍ بها صوتي مع الألحانِ منشدٌّ
كخيطٍ من شعاعِ العزمِ خاطَ الشقَّ
في أفقِ المغيبِ
وتتحِدُ الخيوطُ فكلُّ شعبٍ صادحٍ
تتشابَكُ اللهجاتُ
تنسجُ رايةً يزهو بها نطقُ الشعوبِ
تُرى مشدودةً كضفيرةٍ في رأسِ
كوبا الرمحِ خارطةِ الإباءِ
سنانُهُ ينشكُّ في أحداقِ أمريكا
وبحرُ الجرحِ كاريبي
تموجُ الرايةُ الصوتيةُ الأبعادِ للأجواءِ
في دخّانِ ماردْ
تُعزِّزُ وحدةَ الإنسانِ في كونيةِ الإنشادِ
عبْرَ لغاتِ أهلِ الأرضِ
معنىً رائعَ الألحانِ واحدْ
“آمالُنا المقبلات… حشدتْنا
لنبني الحياة”
وتلتفُّ الأهازيجُ الأغاني حولَ
خصرِ الأرضِ يافطةً
حزاماً ساحرَ التكوينِ والتلوينِ
ضوئيَ المساماتِ انبلاجاً مِن
رنينِ الصوتِ فوق غمامِهِ المصقولِ
ينبضُ بالغزلْ
ويرسمُ فوقَهُ بالشِعرِ غصناً أخضراً طيراً
يصفِقُ للسلامِ على مهَلْ
يحارُ بدهشةٍ روادُ مركبةِ الفضاءِ
فيبرقونَ لمركزِ الأرصادِ
أنَّ الأرضَ قد أضحتْ زُحَلْ
وأغمضُ نشوةً عينيَّ تبتلُّ الجفونُ
بدمعَةِ الفرحِ
وأفركُ كفَّكِ الطيريَّ يخفقُ افتحُ
الجفنينِ ألمحُ دمعةً تطفو
على شطآنِ أحداقكْ
وتعكسُ مشهداً آخرْ
وتطفرُ فوقَ خدِّكِ يبدأُ النزفُ “بسانتياغو”
وثديُّ يهصرُ الحلمةْ
فتقطُرُ والشِفا تشدو بسَمعي كِلْمَةً كِلْمَةْ
مُشاةٌ لكن لا طريقْ
بأقدامِنا نحنُ يصيرُ الطريقْ
ويظهرُ وجهُ غيفارا وكاميلو
وكفُّ فيديل كالشارةْ
إلى الثورةْ … إلى الثورةْ
وتبدأُ رحلةٌ أخرى
فتحمِلُني إلى وَطَني
إلى بيسانَ والمزةْ
إلى حلوانَ والبحرينِ والأرزةْ
وأذكرُ ثديَ ارضي
كيفَ نصلُ الغدرِ قدْ حزَّهْ
فتشدو في دمي غزَّةْ
بأنَّ الجذرَ في التُربَةْ
يُشرِّشُ تحتَ هامِ الصخرِ لن يُقلع
وأوراقي على الأزمانِ بصماتٌ
ستتركُ نكهةَ الجرحِ
ولن تذري بها الغُربَةْ
وغُصني إنْ براهُ الغدرُ مِكحَلَةً
سيغدو في غدٍ حربَهْ
فخطوي صانعٌ دربَهْ
وأرضي غصةُ الذكرى بها نبضي
سقى شتلَ ارتعاشاتي حكاياتي
أينسى عاشقٌ قلبَهْ
وتقطعُ رفَّةُ الهُدُبِ انعكاسَ الرسمِ
في الدمعَةْ
فتُرجِعُني إلى بُعدي
قصيّاً هائماً وحدي
شقيَّ الوجدِ ولهانا
خُذوني مُغمضَ العينينِ مصلوباً على شوقي
فقلبي مبصرٌ أبداً
مكانَ زمانَ لقيانا
إلى ساحاتِ هافانا
لنبعٍ صاخبٍ قد ضجَّ في صحراءِ “بوليسارو”
إلى مصرَ الطعينةِ بالخيانَةْ
ويبصقُ موكبُ الأحرارِ فوقَ
تخاذلِ الحُكّامِ … عُريٌّ كلُّ ثوبٍ
حيكَ من خيطِ المهانَةْ
إلى أحلامِنا الخضراءِ
والرؤيا الربيعيّةْ
لمجدِ المُقبلِ الآتي بسوريا
وتشتدُّ الزنودُ ويهدرُ النغمُ
فيجتاحُ المحيطاتُ اندفاعاً نحوَ حضنِ
الشرقِ حرّاقاً لظى بُركانْ
إلى السودانِ والظهران
إلى طهرانِ حيثُ الليلُ بالمرصادِ
يهزُّ حديدَ زنزاناتِ سجنِ الرعبِ والأوغادْ
نداءً صارخاً كالنارِ… حُرية
هو الأيمانُ يا ميريا
بِحُبِّ الشمسِ والأزهارِ والأطفالْ
ففوقَ سلاسلِ الأصفاد
تبَرعِمُ بسمةُ الآمالِ
هو الأيمان يا ميريا
بأنَّ الومضَ في البرقِ
سيبقى رايةَ العشقِ
فكم أحرقتُ من شمعٍ لعلي ألتقي
بالحُبِّ ما أفلحتُ يا ميريا
علينا نحنُ أن نغدو شموعَ الشعبْ
تعالي نحترقْ في الدربْ
لنصهرَ ربقةَ الأغلالْ
كذلك تعشقُ الأبطالْ
سلاماً كيف ينسانا
لقاءُ المجدِ هافانا
- ميريا أو ميرياما فتاة جميلة من اتحاد الشباب الكوبي قابلتها في حديقة لينين ونشأت بيننا صداقة ودية ورافقتني طيلة رحلتي
- في الواقع الجغرافي تنتد كوبا جزيرة مدببة ضيقة الرأس كسنان حربة
- بحر الكاريبي يتوسط أمريكا اللاتينية
- من نشيد اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي
- سانتياغو المدينة التي جرت فيها الصدامات إبان التحركات الثورية
- أغنية كوبية مشهودة تدعو لمتابعة الطريق
- كاميلو رفيق كاسترو وغيفارا وقد استشهد عقب انتصار الثورة بحادث طائرة عامض
- بوليسارو ثورة الصحراء المغربية