أكبر من عناق

صدفةً كُنّا التقينا في الطريقْ

وأنا منذُ سنينٍ حلمُ عينيَّ اللقاءْ

وتوقفنا دقيقةْ

كفُّكِ الراعشُ في كفّي هُلاميٌّ

تسرَّبَ في مَسامي

وجهُكِ الجمريُّ رِحلةْ

سافرتْ فيهِ الأماني

واستراحتْ في الشِفاهْ

كانَ في عينيكِ تهويمُ المعابدْ

كان في عينيْ صلاةْ

فامتدادُ الصحوِ خلفَ الجفنِ شاردْ

يرتدي إنسانُهُ ثوبَ الإلهْ

كانَ في ثغري اعترافاتٌ

من البحرِ أساطيرٌ ووعدٌ وقلائدْ

كانَ في صدري عصافيرٌ

وأطفالٌ تُغنّي وقصائدْ

وهبوبٌ شدَّهُ الصدرُ تندّى عبْرَ آهْ

فاختناقُ الصوتِ حرفٌ لاهبٌ

أخفى بريقَهْ

لم نكن عبْرَ دقيقةْ

غيرَ تمثالينِ من شوقٍ مُذابْ

ومَضينا كالسرابْ

طيَّ عينيَّ اغترابْ

في غدٍ قد نلتقي وسْطَ الطريقْ

تاركاً في ثغركِ الخمريِّ أشلاءُ السؤالْ

وظنوناً تستفيقْ

مسرعاً يطوي طريقهْ

أيُّ وعدٍ يبتغيهْ

لا تلومي يا رفيقةْ

أنتِ أغلى من رنينِ النبضِ

من وهجِ انطلاقْ

كلُّ وعدٍ أنتِ أغلى منهُ إلا

موعدي المنشود أكبر من عناقْ

لا تلومي يا رفيقةْ

موعدي كانَ اجتماعاً بالرفاقْ