لا تَني…مَن يشتري كأسَ الخليفةْ
تبسمُ الأضواءُ في عينيهِ
يحتارُ العطاءْ
صادقاً يحكي عنِ الرَغدِ المُشهّى
مائداتُ البَزْخِ لا توصفُ بالحرفِ
المُعنّى والدماءْ
فالقناعاتُ ارتخاءْ
والملذاتُ انتماءْ
والبطولاتُ اشتهاءْ
والشعاراتُ احتواءْ
ما الذي يبغيهِ هذا المُتعبُ المشّاء
في كلِّ مساءْ
إنما الخمرةُ في التهويمِ خمر
كأسُ مسحوقٍ…وكأسُ الأغنياءْ
ما تُرى يُغريهِ في حاناتِ جرحِ المجدِ
فضّاحاً وفي دنيا الشقاءْ
غرمهُ السجنُ وتشريدٌ طريداً لم يَزَلْ
يبقى طريدَ النورِ في هذا الخواءْ
إنما الشعرُ احتضارْ
في كلا الحالينِ كأسُ الانتحارْ
فالملذاتُ دبقْ
يرتمي فيهِ الذبابْ
لاصقاً دونَ ارتعاشْ
والنضالاتُ انسكابْ
عاشقُ النورِ الفَراشْ
من رؤى الشمسِ احترقْ
يا رفاقي الشعراءْ
نشوةً لا يشربُ الأحرارُ
إلا من كؤوسِ الأوفياءْ
ولهذا لا تروني رافعاً رغمَ احتراقي
غيرَ كأسِ الفقراءْ