حمَلَتْ إليكَ أريجَها الأزهارُ والياسمينُ وضوءَها الأقمارُ
وعلَتْ جبينَكَ هالةٌ قُدسيّةٌ مُذْ توَّجَتكَ مليكَها الأشعارُ
كم ليَّلَ المنفى عيونَكَ ساهراً ويظلُّ يسكنُ في العيونِ نهارُ
داعبتَ أزهارَ الجمالِ تفتَّحتْ حتى بغيرِ أوانِها الأزهارُ
وقصفتَ جلاديكَ محمومَ الرؤى حتى تشقَّقَ في السجونِ جدارُ
سارعتَ خلفَ الرائعينَ تسابقوا للموتِ حينَ تألَّهَ الأشرارُ
وازَنْتَ من أبقى الزمانُ ومن مضى فاخترتَ حيثُ تجمَّعَ الأخيارُ
في الأرضِ مأتمُ راحلٍ لكنَّما لِلقاكَ عيدُ الماوراءِ يُدارُ
خلْفَ الزمانِ حشودُ عشّاقٍ مَضوا يتجمَّعونَ ويُبعثُ الأحرارُ
لا لن نراكَ عزاؤنا أنّا نهيمُ ولا نرى ما تعزِفُ الأوتارُ
للشعبِ ذاكرةُ الوفاءِ لِمن وفى تُبقيكَ ما أبقى النضالَ شعارُ
بدأ الترابُ نشيدَهُ مُتهلِلاً حتى انحنَتْ لمقامِكَ الأحجارُ
فعرفتُ مُذ وارووكَ كنزَ محبةٍ كيفَ الحياةُ مِن المماتِ تغارُ