على أهدابِكِ الفرعاءِ
كم من فارسٍ وقَعا
وكم يا بحرُ في العينينِ
كم بحَّارْ
دعاهُ الشوقُ للإبحارِ
ما رجعا
مداهُ الحلمُ والرؤيا
له مرفا
على الجفنينِ جندُ
النومِ بالأرياشِ أومى الكحلُ
مدَّ ظلالِهم صفّا
فنصفٌ يحملُ الأرماحَ
في جفنٍ
وجفنٌ مِن رُماةِ القوسِ
أركعَ رتلَهُ النِصفا
تُحاصِرُني وتأسرُني وتأمُرني
لكي أنفى
أنا المحكومُ توّاقٌ
أيا بحراً
بأفقِ الشوقِ مُلتفّاً
متى أُنفى
فقلبي سندبادُ الحبِّ والأسفارِ
مِن مَنفى إلى مَنفى
يطوفُ جزائرَ العشّاقِ
تنبُلُهُ خطاياهُمْ
فيغفِرُها جراحاتٍ
تنزُّ الخمرَ تُسكِرهمْ
بنزفِ العاشقِ الأوفى
يعافُ النبعَ ما يصفو ويهجُرُهُ
وشيكَ الموتِ ظمآناً إلى الأوفى
هُوَ البحرُ الذي أهواهُ
كُرمى للمدى الأزرقْ
وقد مزَّقْتُ أشرعَتي
قصاصاتٍ مِنَ الأشعارْ
قوافيها قراراتٌ بِفتِح النارْ
على مَن ماتَ لم يعشقْ
وجئتُ لأزرعَ الأمواجَ
بالصبّارِ والزنبقْ
وما أرتاحُ لينَ الحبِّ
بئسَ الحُبُّ إنْ ناغى ولم يَسحَقْ
فغيبي يا سماءَ الصحوِ
سدّي الدربَ
لا أرتاحُ إلّا عندما أُرهَقْ
فهل أنتِ التي كالشمسِ
لا تفنى وإن تُحرّقْ
عِديني أن تضميني
إلى أنْ خافِقي يُخنقْ
وكوني مرةً رؤيا
وكوني مرةً سُقيا
وكوني مرةً بيرَقْ
لئنْ أبحرتُ في عينيكِ صوفيّا
فغايةُ رحلتي المُطلَقْ
وخلّيني بلا أنفاسْ
فلذةُ قلبيَ المجنونِ أنْ يَشهَقْ
يموتُ برؤيةِ الشطآنْ
ويحيا عِندما يَغْرَقْ