هي نظرة أم ملاك الكحول؟

أنا لم أعُدْ أدركُ الآن ماذا أقولْ

أنا وقعُ ترنيمةٍ نبعُ تهويمةٍ حُضْنُها مزنُها

حاولَتْها وما طاولَتْها العقولْ

أكانَ المساءُ الحنونُ الخجولْ

شفيفا كشالٍ تراءى مُحياكِ خلفَ الغِلالَةْ

ملاكاً يُغني الزمانُ جمالَهْ

رؤى أمْ تهادى جنونُ الذهولْ

رهيفاً كوحيٍ تُصلي التسابيحُ حولي جلالَهْ

لها نظرةٌ دهشةٌ رشفةٌ من شَمولْ

وإذ تلتقي العينُ بالعينِ تندى الكرومْ

يسيلُ النبيذُ الشهىُّ البتولْ

على مفرقِ القلبِ يُزجي دلالَهْ

ويعلو غناءُ الينابيعِ وسْطَ الحقولْ

بكلِّ الشرايينِ حتى تقولَ الأناشيدُ أنّي

أطلتُ الزمانَ الثواني

وأنّي اختصرتُ السنينَ زماني

وأفشيتُ سرَّ الجمالِ المُحالْ

وأدركتُ عندَ احتراقي مآلهْ

وأني بعينيكِ طفتُ الينابيعَ حتى انتشيتْ

وأمعنتُ أمعنتُ حتى ارتويتْ

تملّيتُ عَينيْ ملاك الكحولْ

تمليتُ حتى تجاوزتُ حدَّ الثمالةْ

ومن غيرِ نطقٍ نقلتُ الرسالةْ