النبع يروي ولا يرتوي

من يعشْ مثلي الهوى يُشفَ اكتواءً

أو شفاءً يكتوي

ضارعاً حتى بأحضانِ الحنانْ

كبرياءُ النبعِ أن تنأى مياهُ الخفقِ تسري في أمان

مثلَ أسرارِ الجُمانْ

تتوارى في رؤانا تلتويْ

بينَ أعطافِ الجِنانْ

كُنهُهُ الأعماقُ تندى وتسافرْ

وهْوَ حضنٌ لا يُغادرْ

كإناءِ العطرِ نضَّاحٍ بما في الجوف طيبا يحتوي ْ

يمنحُ الريّا وفيهِا ينطويْ

مثلما ثغرُ المُغنّي حينَ تنثالُ القصائدْ

تتهادى حلم أن تشفي القلوبْ

نحو سُمّارِ الموائد

وهو لا يُشفى بإيقاع وحرف أو رَويّ

ويقولُ الناسُ ظلماً:

أنَّ نبعَ الماءِ لا يظما، وهل يظما السقاة؟

لكنه طبعُ الزلالِ الخصبِ والطعم الفراتْ [1]

ديدنٌ في سكْبِهِ والطبعُ ذاتْ

إنّه الصادي يُماهي ضدَّهُ كي يستوي

كونه يُعطي ولا يُعطى ويبقى ظامئا لا يرعوي

فهْوَ سيالٌ عطاءً كونهُ لا يرتوي

 

 

——————————————————————-

  • الفرات: الصافي السلسبيل العذب