اهدأ…ولا تبدأ إعادة قصة المرفأ
اهدأ …ولا تملأ كؤوسَ النبضِ لا تفسدْ خشوعي
اهدأ…فهذا معبدُ الذكرى به أيقونةُ الصمتِ المرجّى
أغلى رجاءً من نشيجي أو دموعي
حتى المرايا ترصدُ الآهاتِ وجداً بارقاً
يندى بأحداقِ الولوعِ
اهدأ … ولا تطرقْ كمجنونٍ ضلوعي
اهدأ فصدري لم يزل يرتجُّ من فوحِ العبيرِ
خليه صندوقاً لأقداس المشاعرِ والبخورِ
واسكنْ بهِ قارورةً للرعشِ لن أرضى
بتبديلِ العطورِ
كم خدَّرتك الأغنياتُ مع انسيابِ الزورقِ
المحمومِ للمرفأ
وأنا انشغلتُ بزرقةِ الفيروزِ مأخوذاً
بكلِّ الكونِ لم أعبأ
كانت محاجِرُها تنادي زورقَ الأحلامِ
كالرؤيا تلوحْ
لكنما التيار أقصانا إلى صلدِ الصخورِ
مرَّ الزمانُ ولم يداو العشب جرحاً حزَّ
أنكيدو الصبوحْ
فجذورُهُ قد أوغلتْ فينا لعمقِ الروحْ
كنا اتفقنا أن نعيشَ الوهم َكيما لا نبوحْ
ماذا سيُجدي اليومَ تسآلٌ ينوحْ
من يا تُرى أخطأ؟
ماذا دهاكَ لكي تعودَ إلى الحنينِ وتقترفْ
اهدأ رويدَكَ واعترفْ
أنتَ الذي غافلت وسط الليلِ آهاتي دموعي
ودعوتَ كي تجلو حقيقةَ ما أعاني
آهةً هربتْ معلقةً بحبل من زفيري
في غفلةِ الرئتينِ من وردِ السعيرِ
فلنفترقْ ما دمتَ لا ترضى سكونَ مدائنِ النسيانْ
أو فاحترقْ في الوهمِ كالأشباحِ وسْطَ ملاءةِ الدخّانْ
إن كنتَ لا تنساحُ طيباً في اللهيبِ ولستَ تعبأ
كالشمعِ ذوابا بريقَ المُطلقِ المرصودِ فابرأ
خانعاً كخمودِ دمعةْ
فلتحترقْ عشقاً كشمعةِ راهبٍ… دعني وشأني
الشمعةُ الحيرى التي لا تستطيعُ
حوارَ محرقةِ التمني
تلك التي لا تستطيعُ لهيبَها كالشعرِ أن تقرأ
تلك التي لا تستطيعُ إنارة المعبدْ
قد آنَ أنْ تُطفأ