لقد كنتُ أبغي وشيكا بأن أستعيدَ المتاعْ
وأرمي بطاقاتِ حجزِ السفرْ
وأرمي بنفسي كطفلٍ حرونْ
توارى وأخفى دموعَ الجفونْ
إلى حضنِكِ الحلوِ يومَ الوداعْ
وكنتُ احتمالاً شديدَ الكمونْ
بأني سأدنو لبحرِ الضياعْ
لو أني سأمضي بعيداً عن الشطِّ لحظِ العيونْ
إلى لجةٍ في بحورِ الهُلامْ
تملّيتُ عينيكِ وجداً أصلي
أنا أعشقُ الهدءَ آنَ التجلّي
وكنتِ انتشاراً لضوعِ الأزاهيرِ في خطوِ مهلي
وكنتِ المحطاتِ للحلمِ خلفَ الزحامْ
أنا كنتُ محضَ ارتواءْ
أراكِ اكتمالاً كغيرِ النساءْ
كقيثارةٍ في مُحالِ المرامْ
ولم يبقَ غيرُ ثوانٍ ودمعٍ تأبّى
لكي يرسمَ المشهدَ الحلوَ برقاً بصدرِ الغمامْ
ولكنَّ ذاكَ النحيبْ
تعالى زعيقاً، ورشقُ العباراتِ شجَّ الخِتامْ:
حبيبي سأبقى سواراً لكفِّ الغرامْ
تخلّى وعُدْ لي كظِلي وخِلي
فأنتَ ابتهاجي وأنهارُ فلّيْ
وميلادُ ضوئي وعُرسي وبَعليْ
وأشياءُ أخرى كزوجٍ بهيجٍ وفرخِ حمامْ…
حنانيك صمتاً، يسنُّ الجرادُ اكتئاباً حروفَ الحجرْ
فهذا الحديثُ اكتواء بوقعِ النشيجْ
عن العشقِ أو ذكرياتٍ بضوءِ القمرْ
غدا مثلَ صنجٍ يرنُّ أزيزاً بقرعِ الضجرْ
حنانيك صمتا
فربَّ انتهى مشهدُ البُعد طقساً شهيَّ الوئامْ
لوَ أنَّ الفراقَ الذي هزَّنا حينَها
كان مثلَ الأساطيرِ رؤيا
بدونِ الكلامْ