لقد هِئتُ سكبا

لماذا نرجُّ المجاديفَ في البحرِ أعمَقْ

هُنا الماءُ يكفي لكي فيهِ أغرَقْ

وسيّانَ ما دمّتِ كبّلتِ روحي لغوصٍ مُحقَّقْ

سأمضي إلى القاعِ… والقاعُ ينأى

حنونا رضيّا

لكيلا تجيءَ النهاياتُ فالحبُ مُطلَقْ

كأن التلاوينَ تهفو إليّا

هلاماً هلاماً فتنشدُّ موجاً وتنساحُ فيّا

وسِربُ الدلافين يعدو

كشتْلاتِ زنبقْ

وحوريةُ البحرِ تطوي الأساطيرَ طيّا

وحتى الفراقُ ابتدعناهُ جسراً حميماً طريّا

كأمواهِ رؤيا وأحلامِ زورقْ

أنا لا أرى غيرَ أمواجِ عينيكِ

والكونُ أزرقْ

سلاماً لِطيفٍ تَمَلّاكِ حضناً رهاماً شهيّا [1]

رذاذا تلاشى الكلامُ الجميلُ المُنمَّقْ

هنا الصمتُ يسمو على أيِّ قولٍ سيُنطَقْ

أيعنيكِ شيئاً بأيِّ اللغاتِ سيختالُ صمتي

هنيّاً هنيّا

إذا كنتُ حتماً سأرمي بنفسي إليكِ وأغرقْ

لقد هِئتُ سكباً… فتيهي بكـأسٍ يناديكِ هيّا

 

——————————————————————-

  • الرهام: المطر الخفيف