أنحني للعشقِ إذ يحتلُّ كوني
فأرى الدنيا بقلبي ضارعا أختارُ لوني
وهْوَ عبري يجتَليها راشفاً مرآةَ عيني
قد توحّدْنا فمِن لين الهوى أشدو
ومن طغيانِهِ في القلب لحني
حين يزهو ظالماً كالسوط يجتاحُ التمني
تاركاً في الظهرِ آثاراً
تُناغيها شجونُ الروحِ أوتاراً
تسلُّ اللحنَ كالأسرارِ مني
ابتعِدْ كالمجدِ حلماً واحتمِلني
ابتعِد يا عشقُ قرباً وأعِنّي
ربما أختال كوني في حماك
أيها الطيفُ الذي ينسابُ
ما بيني وبيني
أو أعني
وانتحِرْ بالوهمِ وجداً واستعِدني
كي أراكْ
* * *
كانت الوردة أشهى عبَقا
في الندى من شمِّها
كانت الصورة أبهى مِزَقا
في المدى من لـمِّها
كانت الرؤيا ملاذاً
واغتسلنا بالندى من وهمِها
صارت الأضواء أثواباً
تناجي عتمَها
أَودَعَت أسرارَها وهْجَ الحريقْ
بين هالاتٍ تلوِّن ما بداً من جسمِها
حين هامت ظل أطياف سمَت من لثمِها
غابتِ الوردة وانساحَ التعرقُ في الشهيقْ
كالدمِ المهدورِ في سيفِ الرحيقْ
* * *
هل تُرى يدري اللظى
ما الذي أعني إذا
قلت يا نيرانُ عذرا ما كواني
ذلك الجمرُ الذي غطّى السبيلا
كان في صدري مِن الآهاتِ حرٌ
يجعلُ الجمرَ رطيباً في كياني
فارتشفت النارَ عذباً سلسبيلا
جدولا يحيي عروقي
واللظى قد ظنَّ أنّي جاحداً كافيتُهُ بَرْدَ العقوقِ
آهِ إنّي قد رشفتُ النارَ عذباً رائقا صبحاً أصيلا
يا جنونَ الوجدِ عذرا أيها القهرُ الصديقْ
من تُرى غيري سيدري؟
بعد أن يرتادَ حلمٌ زائفٌ
سوقَ الرقيقْ
سرَّ بركان الحريقْ
من ترى غيري سيدري؟
بعد أن يبدو سنا ومضٍ عريقْ
ليس في قدوس جيدْ
بل بوسْطِ التاجِ مخنوقَ البريقْ
من ترى غيري سيدري؟
سرَّ أحزانِ العقيقْ