شعاعٌ أيقظَ الجفنين فانفَتحا على بحرينِ
مِن فرحٍ ومِن حزنِ
رنَتْ همساً كطقسِ تبسُّمِ الزمَنِ
تُحدِّق بي وترشقُ نظرةً حيرى تُسائلني
بُعيدَ الفجرِ ما خطْبي
وما في الليلِ أرَّقني
وما سرُّ امتزاجِ الصمتِ بالوَهنِ
كتوماً مثلَ نور الشمعِ فوقَ ملامحِ الوثَنِ
أظلُّ كحارسٍ لتدفقِ الأحلامِ في عينيكِ مرتهَنِ
وكلُّ تثائبٍ أحصيهِ يُدخلُني
إلى تهويمة كتأرجحِ الغصنِ
بعيداً عن ظلالِ الحزنِ والشجنِ
وتسألُني ألمْ تُرهَقْ
ألم يدعوكَ هذا الرائقُ المُطلقْ
إلى نومٍ قرير العينِ في حُضني…
بلى أُنهكتُ لكني
أرى بحراً من الألحانْ
وأمواجاً من الألوانْ
تعابثُ نفحةَ الزنبقْ
أُجمِّعُ أحرفَ المُرجانْ
قصيدَ نسائمِ الشطآنْ
وأتلو سورةَ الأزرقْ
بلى أُرهِقتُ لكني
حميماً كلما حاولتُ أن أغفو
يحلُّ الطيفُ مِغناجاً يُداعِبُني
يُمرِّرُ فوقَ أنفاسي خبيءَ العطرِ مكنوزا
يُدغدِغُ شحمةَ الأذُنِ
ورابيةٌ من الأعشابِ قد ماجتْ
بكفي كي تُداعِبُني
فيرعشُ دافئاً بدَني
تُكهرِبُني كنوزُ الناعمِ الخشِنِ
كأني ريشةٌ عَلِقَتْ على آهاتِ
تنهيدٍ يُؤرجِحُني
روئ كتناغمِ الأرواحْ
خَيَالاً أعبرُ الأبوابَ لا قفلاً ولا مفتاحْ
أناجي السرَّ بالعَلَنِ
هُلامياً كطيفِ غمامةِ الأشباحْ
تشدُّ الخمرةُ الشهاءُ أجفاني إلى الوسّنِ
وطيفُكِ أنتِ يوقِظُني