عندما يأتي الصباح

ربما تأتي تباشيرُ الصباحْ

عندما نرنو لها

حاملينَ الفجرَ يرفو ظلها

بعدَ أنْ جِئنا إليها بالرِماحْ

بالمِدى نفري سِراعا باسمِها أوصالَها

وهْيَ تهفو نحونا رغمَ الجِراحْ

لا صراخا لا نواحْ

فهْيَ ما زالتْ ترى فينا هنا أطفالَها

واليعاسيبُ استشاطتْ

لا ترى فيها سوى سمتاً وساحْ

كيف قد يأتي الصباحْ

بعضُنا كيما يُعادي بعضَنا

أتقَّن العضَّ تغنى بالنباحْ

حاقداً يرمي بنيرانِ العِدا أدغالَها

كم تمادى الأدعياءْ

في قرابينِ الوفاءِ المستباحْ

أوغلوا نهشاً وما قد وفَّروا أسمالَها

في المسا نبكي ولا ندري عليها أم لَها

ربما تأتي تباشيرُ الصباحْ

حين ندري أنَّها تبقى لنا كالآلهةْ

لا سكوبَ النزفِ منها هالَها

لا جنونَ الاجتياحْ

بل كَواها حرقةً دفقُ النيوبْ

أن ترى كم من جراحٍ أثخنتْ أشبالَها

حينَ جنّوا عاجلوها بالقَنا لكنها

ترنو لتضميدِ القلوبْ

فانتصارُ الحبِّ يُحيي للرؤى آمالَها

يومَ تقليمِ السلاحْ

من جديدٍ ينشرُ المجدُ شموخاً شالَها

باسِماً عندَ الصَباحْ