قانٍ كياقوتِ الأساطيرِ اكتمالاً
فوق صدرِ الرملِ مرميٌّ ردائي
جَسَديْ تبخَّرَ في أتونِ النارِ بحثاً عن
رحيقِ الفجر عن لون الرجاء
كي أهديَ الأحبابَ ميلادَ الضياءِ
حيثُ السماءُ قريبةٌ مِن طُهرِ عشّاقِ النقاءِ
حيثُ السماءُ بعيدةٌ عن نصلِ سكينِ اتهامٍ بالخطايا،
عن زعافِ الحيةِ الرقطاءِ…
ووقفتِ شمعةَ راهبٍ حَيرى بمفترقِ الدروبْ…
لا ترجعي عن شارةِ الإعصارِ زنبقةِ الهبوبْ
ودَعي قميصي غارقاً في الأرجوانْ
خلِّيهِ شُباكَ الزمانِ وظلَّ مِزلاجِ المكانْ
لك شارةً تُفضي لميناءِ الرؤى والأقحوان
سيكونُ بعد الفجرِ مُتَّسعٌ لأحزانِ البكاءِ
فالباعةُ المتجولونْ
جاؤوا من العصرِ المُسيَّجِ بالسبايا
والغنائمِ والقرونْ
يتراقصون مع الفؤوسْ
من حولِ قِدرٍ هائلٍ تغلي بهِ ماءُ الجُنونْ
ويحاولون بأن تكوني فيهِ زُلفى للوليمةِ والطقوسْ
أحيوا حشوداً من رؤى أحقادِ جيناتِ البَسوسْ
ماذا سيعني للرضيعِ اليومَ حقاً ما جرى
مِن ألفِ عام؟
مَنْ لم يكُن… أو كانَ أولى بالمقاماتِ الشريفةْ
اليومَ لا لغةً سوى لغةِ القذيفةْ
اليومَ تتَّحِدُ الخرائبُ بالحرائقِ والشواءِ الآدميِّ،
بأطهر الأجساد أشلاء رهيفةْ
في لوحةِ السوريالِ ترسم قربها أحشاءَ جيفةْ
اليومَ يقضي البعضُ طوعا ليسَ باسمِ الأرضْ
لا ليس باسمِ العِرضْ
لا باسمِ حق اللهِ… بلْ باسمِ الخليفةْ
صخبٌ نعيقٌ زاعِقٌ كتهشُّمِ البلّورِ
أصواتٌ تحابي الأدعياءْ
يعلو بتهليلٍ من الكُهّانِ عندَ تدفُّقِ الياقوتِ من عنقٍ
ذبيحٍ ثم يلهجُ بالدعاءِ
كيما يضيعُ بحومةِ التخديرِ مخنوقاً ندائي:
شُدّي الغيومَ جميعَها كلفائفِ الرحمنْ
لضمادِ نزفِ الأرضِ والإنسانْ
شُدّي الغيومَ فكلُّ أقطانِ البلادِ قليلةٌ
في يومِ خاتمةِ الرِهانْ
واستلهِمي لحناً يليقُ بحضرةِ الشهداءِ
لا تسمعي اللغوَ المسافرَ في قطاراتِ الثراءِ
واصغي إلى إيقاعِ نزفي هامساً كخريرِ ماءِ
سيعودُ سيلٌ جارِفٌ من ياسمينْ
ويُعلِّم النطقَ المُعطَّرَ للهواءِ
طوبى… فإنَّ القولَ ما قالتْ دِمائي…