رسائل لم تأكتها النار

لاتلوميني إذا ما رحتُ أسقي

فوقَ وجهي لحظةَ التوديعِ

أزهارَ القبولْ

لا تقولي أنَّني أكثرتُ تبريرَ الفِراقْ

عندما سيَّجتُ بركانَ المشاعرِ

بالتَّمنعِ عن هوانا .. والذهول ْ

كنتُ أدري أنَّهُ الوقتُ الأخيرْ

كنتُ أحلمُ أنْ يطلَّ مِنَ الفَراغْ

ومضُ إعجازٍ يحول

 دونَ إشعالِ الفتيلْ

كانَ وقعُ الصوتِ في أُذني

ارتجافَ القَرْعِ في صدرِ الطُبولْ

قبلَ إعدامِ السجينْ

لا تقولي أنَّني أكثرتُ تبريرَ الفِراقْ

ما عَساني أنْ أقولْ

لا تلوميني فَوقتي المُستباحْ

أغمَضَ الجفنين مهموماً خجولْ

أدرّكَ السِرَّ بأنّي

كنتُ في التبريرِ أسعى أن يطولْ

                            +++++

يا حَبيبي

لا تشُح وجهكَ عنّي

هذهِ الليلةُ ميعادُ الفِراق

وابتَعِد خطوةَ شوقٍ

لا تُعانقني ودعْني

ترسمُ الأحداقُ وجهَك

سوفَ يُنئينا التصاقْ

إنَّ في رؤياكَ قُربي

فوقَ ما يُعطي العِناقْ

يا حَبيبي

ها أنا أطوي جَناحي للرحيلْ

آهِ ما أقسى الرحيلْ

حينَ لا نَمضي .. ونَمضي

خلفَ ساحاتِ اللِقاءْ

كفُّكَ المبتلُّ بالآهاتِ في كفّي

بلا نبضٍ ..

ولا ترتجُّ في عرقٍ دِماءْ

لا أراكَ الآنَ قُلْ هل أنتَ قُربي ؟

ما الذي يَمحو رؤاك ؟

ما الذي غيَّر لونَكْ ؟

ما الذي أرخى جفونَكْ .

أينَ عيناكَ التي

في كلِّ أسفاري شراعٌ لا يَخونَكْ ؟

ها أنا أنظرُ فيها

 ثمَّ لا ألقى عيونَكْ

                            ++++++

نحنُ ناياتُ العذابْ

يعزِفُ اللاوعيُ لحنَ العشقِ فيها

عبرَ أوتارِ العصورِ المُضنيةْ

ليتَ أنّا ذلكَ الموجُ الذي

ينساحُ فوقَ الرملِ يخبو

ثم يَصحو كي يُعيد الانسكابْ

آهِ لكنّا رذاذ

هزَّنا القهرُ الجموحُ الغرُّ

والحُبُ مَلاذ

فامتَطينا النهدَ فُرساناً

بمعرَكةِ اهتِزاز

آنَ أنْ نصحو إلى فجرٍ حديديِ المزاجْ

  كي نُحيك الليلَ من نارِ الأوار

نحوَ ميلادِ انبلاجْ

كيفَ إنْ لم نُتقنِ العشقَ نُغني للربيع ؟

آهِ ما زِلنا نزيفَ العُرفِ

في وهمِ اختلاجْ

إن فشلنا سُوِّرَ العمرُ الُمدمّى بالسياجْ

أو كَسبنا فالهوى

ربٌ .. وأبنوسٌ .. وعاجْ

نحنُ أبطالُ الرواياتِ التي

لا بدَّ تُنهى بالزواجْ

                            ++++++

كنتِ في قلبي ارتعاشاً

أسكَرَ الدفقُ نحولَهْ

كنتِ إخصابَ الرؤى حيناً

ويخضورَ البُطولَهْ

آهِ كم ضيَّعتُ صوتي

فاغفري يا ربَّةَ الشعرِ الخَجولَةْ

ربّما يأتيكِ والألوانُ في عينيهِ تبكي

ربَّ طفلٍ .. شاخَ من غدْرِ الطفولَةْ

                            ++++++

أينَ أُمضي ليلَتي

والبردُ في كلِّ القلوب؟

والدروب

أمسَتْ رمالاً مُغرِقَةْ

كانَ إيماني بشمسِ الحُبِّ  نوراً

كيف غطَّتني بنارٍ مُحرِقَةْ ؟

قلتُ هل يدري فَراش القلبِ

حباً ما المَصير ؟

عمرُه ما بينَ أسرِ الخفقِ والنارِ المسافَةْ

فهوَ حيٌّ ما يَطير

ثم يهوي في السَّعيرْ

بعضُ غُرمِ الذنبِ أنْ ترضى اقترافَهْ

آهِ يا أسطورةَ الوهمِ المغلَّفِ بالحنين

كيفَ رسَّختِ الخُرافَةْ

مَنْ يُعيدُ اليومَ لي حسَّ البراءَة

دهشةَ الأشياءِ تلويحَ ابتسام

من تُرى يسقي رمادَ القلبِ

نبضاً كي يُعيد ؟

مرجلَ الدفقِ العَنيد

حاضناً حلمَ التجددِ

خالقاً رعدَ الحياة

مَنْ غماماتِ السُّكوت

مثلما العنقاءُ تُولدُ إذ تَموتْ

مَنْ يُضيءُ الليلَ في عينيَّ برقَ منارةٍ

ترنو إلى آفاقِ عيد ؟

أينَ مِنّي حرقةُ الأشواقِ

والوعدُ الخَضيل؟

 هل تُرى تعدو جيادُ اللهفةِ الخضراءِ

في صحراءِ هذا الموسمِ القطبيِّ ؟

من يُحْيي لهيبَ الوجد ..؟

هل يَسري شراعُ النارِ في بحرِ الجَليد ؟

مهرجانُ الفرحِ في عينيَّ كنتِ

دمعُها صارَ وِساماً

مثلما الفوهاتُ في صدرِ الشهيد

بيد أنِّي سأُصلي للدموع

فهي تعكسُ من بعيد

نورَ إشعاعٍ جَديد