تلومينَ مَنْ في جليدِ الزمانْ؟
إذا مرَّتِ الريحُ يا وردةَ الأقحوانْ
تموتينَ كالماءِ حينَ الغمامُ يملُّ اقتيادَهْ
يعانِدُ دربَ الرياحْ
فيهمي المَطرْ
على صهوةِ البحرِ ما مِنْ ولادَةْ
تموتينَ يا وردةَ الأقحوانْ
على ثغرِكِ الحلوِ صلى الصقيعْ
فحزَّ الشفاهْ
تموتينَ يا وردةَ الأقحوانْ
كحلمٍ وجيعْ
قُبيلَ انحسارِ الجليد
على نزفِ آهْ
تئنُّ عيوني وما تستطيعْ
تلومين َمَنْ؟ .. جئتِ قبلَ الربيعْ
فهزَّتكِ ريحُ الفجاءةِ مارَتْ خدودُ الحنانْ
تلومينَ مَن؟ .. صرتُ بعضَ النزيفْ
تيبَّستُ مثلَ شذاكِ المُراقِ بنصلِ الخَريفْ
بقلبي ضريحُكِ ردّي الملامةَ ما كانَ.. كانْ
لماذا تفتَّحتِ قبلَ الأوان؟
لماذا انغرَستِ بضوءِ عيوني اخضراراً وطيبْ؟
وأدركتُ إذ جاءَ وقتُ اليَباسْ
تحوَّلَ نبتِ الحنانِ الرَّطيبْ
إلى قسوةِ الصخرِ يا لَسكبِ النَحيبْ
تلومين من ؟ نبضَ قلبي الحَزينْ
إذا ما تيَّقنتِ أنْ ماتَ دفقُ الأنينْ
وتبكينَ !! .. عضَّ جُرحي البكاءْ
تُرى تبْتِ إذْ جفَّ مدُّ الدماءْ
..ضريحاً غدوتُ فهلْ تُدركين ؟
تتوبينَ ..هل يغفرُ القبرُ للتائبين ؟
لقد أسرفَ الخفقُ ما مِن أمانْ
لماذا تفتَّحتِ قبلَ الأوان ؟
تناميتِ شوقاً بأرضِ العواصِفْ
فصَدري جَموحْ
وأينعتِ يومَ السيولِ الجوارِفْ
كرقصِ التماعٍ بعرسِ السيوفْ
تحدّى افتراعُكِ ثلجَ الشواهقْ
وما ذاقَ دفءَ السفوحْ
يضجُّ بخوفِكِ رعشُ التراجعِ يومَ الكسوفْ
وكانونُ لايحجبُ البردَ عن جلدِ خائِف
فسالت جُروحْ
تفوحينَ سِرَّ احتراقي برَغمِ الصقيعِ
وما تعلمين
إذا أُطلقَ العطرُ كالمهرِ موتاً يبوحْ
وناديتُ يا فارسَ العطرِ مادَ المسارُ العنانَ العنانْ
تسابقتِ والموتَ كنتُ الرِهان
تحزينَ قلبي غداً تدركين
لقد كانَ قلبي الحِصانْ
تقرَّحَ جرحُ الحَنان
لماذا تفتَّحتِ قبلَ الأوان ؟
لقد وحَّدَ الموتُ نزفَ انتهائي
ونزفَ البدايةْ
ويزدادُ حزني فلستِ الحروف
لقد كنتِ لونَ المسافةِ بينَ السطور
بهذي الروايةْ
وها أنتِ غصنٌ بصدريَ عارٍ
بمرأى الزَمان
كصارٍ تشامخَ من غيرِ رايةْ
يغورُ بصدرِ الحِصانْ
صدى الجرحِ يندى
وفي كلِ آن
ينادي الزمانَ .. المكان
لماذا ..
لماذا تفتَّحتِ قبلَ الأوان ؟