لماذا الحنينُ إذا ما التقينا عصافيرُ دوحْ؟
ترفُّ الجناحَ
تزقزقُ نَشوى
وتنقرُ نبضي
فخفقيَ بَوحْ
لماذا أحسُّ الحروف
على وردةِ الثغرِ تحبو
فأخبو ..
أكادُ أراها
على منبتِ العطرِ سالَتْ خُطاها
فأنسى معانيْ الحروفْ
وأجرعُ تبغي
أفكُ إسارَ التنهُدِ ..
يعلو .. دوائرْ .. دوائرْ
وقلبي كطائرْ
يحلِّقُ أكبو على ساعديْ
وما زالَ قلبي يطوفْ
لماذا وقد مرَّ عام
تمرَّدَ قلبي إليكَ وجنَّ
أما كنتُ حطَّمتُ عودَ الهوى
وقطَّعتُ أغصانَ حبٍّ ذوَى
فكيفَ استحالَتْ عروقي وَترْ
ولانت معَ الشوقِ لمّا تغنّى
على منبرِ الحبِّ يفشلُ شاعِْر
وينجحُ تاجِرْ
لقد عشْتُ عمراً طويلاً أُغني لورقةِ توتْ
وأزرعُ صوتي
وأسقيهِ لحني
وإنْ كانَ صخراً أُكابِرْ
وأنقشُ فيهِ الربيعَ محاجِرْ
ورمشاً مِنَ الطلِّ يزهو
ومِنْ مُخمَلِ العشبِ سكبَ الضفائِرْ
أناديكِ إنّي
تغنيُْت فيكِ طويلاً فغّني
ولا رجعَ غيرُ السكوتْ
لقد عشتُ عمراً طويلاً أغني لورقةِ توت
وأدركتُ يا ضيعةَ العمرِ أنّي مسافِرْ
على صهوةِ الضوءِ في بطنِ حوتْ
ولا يُطلَبُ الحبُّ فوقَ المنابِرْ
لهذا خَبَوتْ
فدربُ الهوى بينَ تلكَ المقابِرْ
أيا عامِيَ البكرَ إنّي حَبوَتْ
ويا طفلةَ الحبِّ إنْ كانَ موتي
سيمنحُ صوتْ
لورقةِ توت
فمدِّي ذراعيكِ نحوي احتَويني
فإنّي أموتْ
وينمو معَ الشكِّ فيكِ اليقين
تُرى أيُّ سرٍ دفين.. تداريهِ عنّي
أيا حبهَّا الحرَّ .. يوماً أعِنِّي
كفى ياظنون
ألم يدفنِ الأمس كلَّ الخطايا
وليست خطايا
ولكنْ صليب جراحٍ تصيحْ
ولو أنَّ سترَ الضلوعِ أُزيحْ
رأينا على كلِّ قلبٍ مسيح..
كفى ياظنون
فها قد خُلِقنا بعامٍ جديد
ويكفي بأنّي رأيتْ
على الدربِ عينَيْ رفيقَهْ
تنيرُ برَغمِ الظلّام
لتبزغَ شمسُ الحقيقةْ
ويبقى سؤالٌ فينمو حريق
وآهٌ فهذي العيونْ
إذا ما مَضينا رفيقةَ دربٍ بجنبِ رفيقْ
تُراها حنيني تَصونْ
وما خِشيَتي أن يضيعَ هوانا إذا ما أُريقْ
ولكنَّ قلباً يخونُ الحبيبَ
يخونُ الطريق .