تعالَي معي
ومِن عالمِ الغيبِ نحوَ الوجودْ
ومن جامحاتِ الخيالِ المُحالْ
لهذا الترابِ
لهذي الحجارَة
تعالي لنحفرَ تذكارَنا
على معصَمِ الشمسِ
للعابرين دروبَ النِضالْ
نكونُ الإشارَةْ
فأسمى رُبى العِشقِ أنّا نكونْ
على هذهِ الأرضِ نحنُ الفتيلْ
وحبٌ لنا فيهِ صدقُ الحرارَةْ
تعالي معي سوفَ يغدو شرارَةْ
وحينَ نذوبُ معاً في الجميعْ
ونغرقُ في الحبِّ حتى نبيعْ
لدربٍ عبدناهُ دفقَ النجيعْ
لنُحيي شعارَهْ
أكونُ وأنتِ وحبٌ كبيرْ
بناةَ الحَضارَةْ
تعالَي مَعي في نزيفِ الحَكايا
وخطِّي على نبضِ قلبي الحزينْ
شعارَ الصمودِ وثأرَ السَبايا
خُذي كلَّ عُمري وكوني
بأعصابيَ المرهقاتِ احتراقَ الخَلايا
تَمَشي إلى النسغِ عيشي مَعي
ولو هاجساً رغمَ ريحِ البُعادْ
بجوعيْ.. مَعي
بقهريْ ..مَعي
بِسجني وبُؤسي بِرفضي معَي
كأنيَّ مِنكِ وأنتِ الصلابةُ في أضلُعي
تعالَي مَعي لقرنيةِ العينِ كوني الرؤى
وكوني انعكاسَ الشعاعِ على أدمعي
لقد كانَ حلواً عناقُ اشتياقْ
وثغري لِثغرِكِ لثمُ احتراقْ
ولكنَّ حباً يُميتُ اللهبْ
بساقٍ وساقْ.. ومحضِ التصاق
يُسمّى الهرَبْ
تذكَّرْتُ حينَ التقينا الرفاقْ
فضجَّ النشيدُ على مَسمَعي
وحلَّقتُ بالحبِ حتى سَموتْ بِحبي
فحلَّقَ عن مَضَجعي
تعالَي معي
بعيداً عن الخوفِ والمُغريات
نُغني نشيدَ الحياةْ
ففي كلِّ حرٍّ وَترْ
يُغني عبيراً .. ولن ينشُقَهْ
وفي كلِّ أرضٍ قمرْ
تشيرُ إليه ولن ترمُقَهْ
ومِن عُنقيَ الجرح ُمدَّ الشُعاعْ
إليكم مَع الفجر لن يلحقَهْ
فنمتُم وحلَّ الظلامْ
فعلَّق روحي على مِشنقَهْ
تعالي معي
على الدربِ نزرعُ هذي الحروف
فجرحُ المشاتلِ لحنُ البِذار
وخصبُ النباتْ
إذا نحنُ متنا وجاءَ الربيعُ
غدَت أغنياتْ
لقيثارةِ الحبِّ ماتَ الرفاق
بدربِ الألمْ
فشبَّ الحريق
ولما همى الغيمُ كنا عراة
وجرحٌ لنا صاحَ هبوا فماتْ
وظلَّ الحريقُ وظلَّ المَطرْ
كأنَّ بهِ النفطَ .. ظلَّ المَطرْ
يُذكّي الخَطر
خُدِعنا بزيفِ الغيوم
ودسّوا لنا السمَّ تحتَ الرحيق
وحقلُ لنا كانَ يشكو الحريق
أتتهُ السيولُ فأمسى غريق
لقيثارَةِ الحبِّ غنى الرفاُق بدربِ الألمْ
فماتوا ولكن سيبقى النشيد
يُحيي نضالَ الأممْ
تعالي معي تحتَ ذاكَ العلمْ
فقلبيَ أوتاُر لحنِ الرفاق
فديتكِ هلّا غدوتِ النَغم