رسالة من مواطن درجة ثالثة

إلى مؤتمر الأدباء العرب

سيداتي ..
سادتي ..
بعدَ حينٍ يورِقُ الحرفُ حماسةْ
وعباراتُ التحدّي
تلبسُ القفازَ حيناً .. ثمَّ أزهارَ الكِياسةْ
وسْطَ صالاتِ السياسةْ
وأنا في المقعدِ الخلفيِّ أتقنتُ الهتافْ
بعد ذاكَ الحرفِ تصفيقٌ وبعدَ المقطعِ الثوري :
إنّي لا أخافْ

علَّموني كيفَ أدعو اللهَ أيامَ الجَفافْ
خبَّروني أنَّ نهرَ الشمسِ في خَضبي
وأنَّ الجمرةَ المعطاءَ بالإيمانِ
في قلبي تردُّ البردَ عن عيني
سلاماً .. تصهرُ الشكوى وأنيابَ الجليدِ
المرِّ في ثغرِ الضِفافْ
.. عائدٌ يا صَحبُ مبحوحَ الجِراحْ
عائدٌ يا صَحبُ مَصدوراً
يُحاكي صوتيَ الباكي الرُّعافْ
فاعذُروني سادتي إنْ لم أردِّدْ في الهُتافْ:
ياصقيعَ البردِ إنّا لا نَخافْ
سيداتي .. سادَتي
إنّي أخافْ
خشية الملدوغِ يدري ما الزُعافْ
خوفيَ الدامي هنا
لا مِن صقيعِ البردِ بل..
من حرفٍ يردُّ البردَ مِن تحتِ اللحافْ
*******