صلاة

صلاة

وتسْأَلُني عن صِراع المَرايا
طَحالِبُ تنمو وتشتدُّ صَخراً ، وصخرٌ يعانقُ
طبْعَ الرَّخاوةِ .. مدٌّ وجزرٌ
يُراهِزُ رملاً ويخلِقُ ساحِلْ
وما كانَ بحري شهيداً ولكنْ تأبّى
فما البحرُ قاتِلْ
ولكنَّني في انشِطارِ الظلالِ بأفقِ السَرايا
تساءلتُ عِشقاً صلاةً
إلى أينَ تمضي خُطايا ؟؟
أنا ما هجرتُ الشواطي
تضاريسُها أينعت في احتراقِ الخلايا
وكلُّ الوجوهِ التي بادلتْني انعكاسَ الشعاعِ
ووهجَ الشِراعِ .. هنا لم تَزلْ في فؤاديَّ نبضاً
ودفئاً يزهِّرُ بينَ الحنايا
فكيفَ استحالتْ خصوماً مرايا .. مرايا
إلى أينَ تمضي خطايا
مرايا أمامي
مرايا ورائي
هُنا عن يَميني
هُنا عن شمالي
وتحتي مَرايا .. مرايا
إذا ما لَكَزْتُ جيادَ البراكينِ جدَّلتُ آهي
عناناً مداهُ مدارُ التناهي
وجدتُ ظِلالي تسيرُ اندفاعاً بعكسِ اتجاهي
أخافُ ارتطامي حطامَ الأحبَّةِ بينَ عِظامي
فأقنعُ نفسي بأنَّ الخطايا زيوتٌ تلَّمِعُ وجهَ المرايا
وأنّيْ رسمتُ شفاهَ الحَكايا
فأسألُ عِشقاً صلاةً خُطايا
إلى أينَ تمضي ؟
وقد حاصَرتني ظلالي وبؤسي
وما كانَ حتى جَنيناً برَحمِ الأعاصيرِ
تلويحُ يأسي
ولكنني في انشِطارِ الظلالِ بأفقِ السَرايا
تساءلتُ عِشقاً صلاةً .. لو أنّي قفزتُ
قفزتُ بكلِّ قِوايا
لأعلى نظرتُ سألقى انحداراً
وظلاً سيسقطُ عَكسي
وكنتُ صعدتُ .. سقطتُ .. بآنٍ وصلتُ
إلى حيثُ وحدّتُ بأسي ويأسي
وحطمتُ رأسي برأسي
.. أسيرٌ تجاوزَ كهفَ الوَصايا
لَئِنْ كنتُ أبدو عديداً بكلِّ المَرايا
فقد كنتُ أدري بأنّي سأغدو وحيداً
طليقاً إذا ما التحمْتُ .. ولكنْ شظايا ..
شظايا .. شظايا ..
أنا ما هجرتُ الشواطي
وقلادةُ البحرِ عندي لهاةٌ تُغني انتِصارَهْ
يَديْ صدفَةُ العُمقِ قلبي مَحارةْ
أنا ما هجرتُ الشواطي
وهلْ يهجُرُ الموجُ يوماً بِحاره
هو الموجُ وسطَ الطقوسِ العنيدةِ ، يعلو
ويهبِطُ ، يرسمُ نهداً وسُرَّةَ خلقٍ
بدوارِ خصرِ التلاشي .. وتيارَ عنفٍ
بصدرِ التوالُدِ .. يُجهضُ حيناً
وحيناً يضاجعُ ماءً جديداً
فينفُرُ في الصدْغِ تاجُ الذهب
خذوا موجةً واشلعوها مِنَ البحرِ ثمَّ اعرُضوها
ببركةِ قصرِ المحافلِ.. لن تعرِفوها
ولن تمنَحوها سوى لوحةٍ عنْوَنَتْها العبارة
هُنا حوضُ ماءٍ هَمَدْ
إذنْ فامنعوا الموجَ عن رقصِهِ في البِحار
لكي تمنعوا عن فؤادي حنينَ البَلدْ
أنا ما هجرتُ الشواطي ولم تنأَ عنّي
وإنْ كُنتُ يوماً حزمتُ ضُلوعي
عزائي بأنّي دفنتُ الأعاصيرَ وسْطَ الحنايا
لأن الصَواري تكلُّسُ عظمي
لأن السفائنَ تاريخُ لَحمي
لأنّي رأيتُ بكلِّ الوجوهِ التي صارعتني ملامحَ وجهي
ميَّزتُ عندَ اشتعالِ الصراخِ برغمِ الشوائبِ صوتي
وكانتْ خصومي مرايا .. مرايا .. مرايا
أنا ما هَجَرتُ الشواطي
وكلَّ صباحٍ
وكلَّ مساءٍ
أُحَمِّلُ وجهَ الرفاقِ احتراقي سؤالا
يهزُّ سريرَ الولادةْ
تزورُ المطاراتِ روحي تدسُّ بكلِّ الحقائبِ
موجاً جنيناً .. لآتي إليكم ولو قطرةً في
جبينٍ تعرَّقَ أو رعشةً في زنودِ الإرادةْ
فكيفَ أطيقُ ابتعاديَ قرباً
وقهرَ التصاقيَ بُعداً
وحتى إذا أُبْعِدَ البحرُ عن شَطِّهِ
أيعقلُ عن بعَضِهِ أن يكونَ ابتعاده
ولستُ بعيداً
ولستُ قريباً
أنا لهفةُ الفرْحِ في كلِّ وجهٍ يزورُ بِلادَهْ
لَئِنْ يقهرُ العشقُ قلبي
فما الصمتُ خوفاً .. ولكنْ عِبادة
**************