دمشق ترفضُ ألعاب الشطرنج

مُشكلتي أنّي لا أتقنُ فنَّ الصمتْ
مشكلتي أنّي لا أرضى أن أنفضَ
عن مِعطفِ مولايَ غبارَ الزلفى
لا أقبلُ اوراقَ سفيرِ الموت
مشكلتي أنَّ لساني لا يُكبحْ
أعلمُ أنّي لا أربحْ
غيرَ الصبّارِ وقد أُجرحْ
بلْ أعلمُ أنّي قد أُذبحْ
أعلمُ أعلمُ لكني
لا أقدرُ إلا أن أفضحْ
فأمامي أحجارُ الشطرنجْ
قد صُفَّتْ والمجلسُ مُغلَقْ
واختبأَ الشاهُ وراءَ الفرزِ .. وراءَ الرخِّ..
وراءَ الفيلِ .. وراءَ الفَرَسِ الكابي عِنْدَ المَفرَقْ
وبيادقُ سيقتْ كي تُحرَقْ
فلماذا ارتفعَ العلمُ الأبيضُ عندَ الشاه
واختطَفَ الرايةَ والبيرقْ
مُشكلتي أنّي لو أُشنَقْ
فسأرفضُ أحكامَ الشطرنجْ
وبأن يبقى القربانُ هوَ البيدَقْ
***
مشكلتي أنّي لا أُتقنُ فنَّ الصمتْ
وبأني لا أقدرُ أن أنضمَّ لِمنْ باعوا ماءَ
الوجهِ فماتوا قبلَ الموتِ لدفعِ الطوفانْ
مشكلتي أنّي كنتُ وما زلتُ سأبقى اهتفُ
ضدَّ الليلِ وضدَّ الغيلان
حتى إن جاءتْ تثغو
فأنا لم أسمعْ عن ذئبٍ يتخطّى الشبقََ الملهوفَ
إلى العدوانْ
ويصيرُ صديقاً للحملانْ
آهٍ كم رنَّت في أذني
أغنيةُ النصرِ بكلِّ بيان
( خبطة قدمكم ) 1 أحسَبُها قد نزلتْ في آيّ القرآن
فأنا ما صمتُ وما صليتُ ولكنّي
غنيتُ رقصتُ بكيتُ لآجل عيونِكَ يا رمضان
فلماذا قالوا أنتَ مُدان
حينَ هتفتُ : حذارِ .. الذئبُ تخبأَ في جلدِ الحِملان
يا شامُ أجيئكِ ملهوفاً
ترتعشُ الدفقةُ في الشريانْ
يا باباً لم يبْقَ الآنَ سواكَ يُدَّقْ
ضُمّيني أقطعُ من عيني كحلاً لدمشق
ضمّيني صفوةُ تكويني لِرُباكِ العِشقْ
هلهولة .. المجدُ لأحجارِ الصوّان
هلهولة .. المجدُ لأحداقِ الفُرسان
هلهولة .. لن تُرمى الشامُ على الميزانْ
يا شامُ أخافُ على عينيكِ على شفتيكِ
على نهديكِ مِن السَرطانْ
ما زلتِ الضوءَ
فلا تَشري أدواتِ الزينةِ بالإنسانْ
لا تضعي الشالَ الناعمَ فوقَ الجيدِ
كَمَنْ وضعوهُ بغيرِ أوانْ
والناعمُ جلدٌ للثعبانْ
مُشكلتي أنّي لا أطلي وجهيَ حسبَ الأزمانْ
عشراتُ الألسُنِ حسبَ الطقسِ بكلِّ فمٍ
وفَمي لا يَحوي غيرَ لِسانْ .
******

1كانت إذاعة دمشق تبث أغنية فيروز (خبطة قدكم) بعد كل انتصار على الجبهة أو إسقاط طائرة إسرائيلية في حرب تشرين