نقوش مهملة في سرداب الدم

نقوش مهملة في سرداب الدم
علمتنا أناشيد الطفولة أن من جد وجد ، وبينا نحن نغني .. كانت الأفاعي
تحفظ النشيد عن ظهر قلب

نقش على سقف السرداب
اللونُ مسافَةْ
والصوتُ جُسورٌ في الإيقاعْ
منبوذٌ وحدكَ عندَ القاعْ
لوِّنْ وجهَكَ بالأصباغْ
فالشمسُ ستارٌ وخرافَةْ
ردِّدْ قبلَ الصوتِ صداهْ
فعسى تسمَعُكَ الجدرانْ
وتغنِّي في قصرِ ضيافَةْ
***
( مارست ألف عبادة وعبادة فوجدت أفضلها عبادة ذاتي )
نقش على صخرة الالتزام
العشقُ غباءْ
تروي ظمآناً .. أنتَ الماءْ
قاعاتُ الزمنِ الموبوءِ مفرَّغةٌ
وجناحُ الصوتِ نِداءْ
من قالَ يطيرُ بغيرِ هواءْ
فاحفظْ دفقَكَ في الشريانْ
ماتَ زمانُ السكبِ
وبحثُكَ عن ساحاتِ النورِ
كبحثِكَ عن طفلِ العنقاءْ
***
( طلعنا عليهم طلوع المنون فصاروا هباء وصاردوا سدى..
تركوا النهر لعدانا نهر دمانا عليهم هان )
نقش على صخرة مليئة بالدم والمتفجرات
يومَ دُفنتُ شهيداً .. صارَ يُغني
وحينَ وُلِدتُ بُعَيدَ الموتِ جديداً
سرقَ الخنجرَ منّي
ضاعَ .. وضِعتُ .. وضاعَ الخِنجَرْ
أنِّي لا أبحثُ عنكَ وعنهُ ..
ولكنْ أبحثُ عنِّي
***
( من يتبع البوم يدله على الخراب..
لا ينسج الليل خيوط الفجر .. بل يمزق الفجر ستار الليل
اسمعوا وأطيعوا ولو استخدم عليكم عبد حبشي كانت رأسه زبيبة)
نقش على صخرة العبور
هل نعبُرُ أحزانَ الماضي
مركبُنا جثةُ ملكِ النورْ
أمْ تعبُرُ فينا للآتي عبْرَ المستورْ
والنوتيُّ هوَ الديجورْ
ما مِنْ قنديلْ
الظلمةُ فكٌ وحشيٌّ .. والرعبُ دليلْ
والنوتيُّ هوَ المُختارُ لتصميمِ القِنديلْ
يتعلَّقُ كالهَرَمِ الأكبر .. والزيتُ النيلْ
نوتينا مِن حَرَسِ الديجورْ
مركبنا جِثَةُ ملكِ النورْ
يتهادى فوقَ دماءِ قتيلْ
ما زلنا نَغرَقُ في العتمةْ
الجرحُ تدفقَ للقنديلْ
الأبصارُ إلى القنديلْ
والنوتيُّ يُعلِمُنا الطاعةَ والترتيلْ
مهلاً ..لن نومِضَ فيهِ الضوءَ الآنْ
حينَ يجيءُ المنعطفُ الثالثُ
يسطعُ من نبضِ الإيمانْ
تنطلقونَ كرعبِ الموتِ من الجدرانْ
… المنعطفُ المرصودُ الثالثُ يقتربُ الآنْ
يدنو كالهولِ ويشتدُّ التيّارْ
يتأرجحُ مركبُنا .. يلطُمُهُ الموجُ يميلْ
ودخلنا في آخرِ ميلْ
تجّمدُ أحداقُ التهويلْ
سيضيءُ الآنْ ..
سيضيءُ الآنْ
كلُّ الأبصارِ إلى القنديلْ
كلُّ الأنفاسِ إلى القنديلْ
( عبارة ممسوحة في أسفل الصخرة )
القنديلُ بغيرِ فتيلْ
***
( يقال الميتون خوفا من أنياب الموت أكثر من الذين صرعهم وهم يقاومونه..
من رأى العبرة فليعتبر..
لا يشنق العصفور خيط من شعاع )
نقش على صخرة قرب منابع السرداب
في السردابِ المظلِمِ مَجرى النهرِ
ومركبُنا ما زالَ يسيرْ
نفدتْ أعوادُ الكبريتِ احترقَتْ مؤنُ الشمعِ
فأيُّ مصيرْ
نستلقي مذعورينَ بأرضِ الزورقِ كالأصدافْ
ما مِن أحدٍ يتجرأُ أن ينظرَ نحوَ المجدافْ
من ينهضُ يتلقفُهُ الصخرُ الناتئ والمتدلي
من سقفِ الغارْ
ويصيرُ حروفاً فوقَ الصخرِ.. شعار..!!
أو يأكلُ عينيهِ الخفاشُ الليليّ
رائحةُ الموتِ هواءْ
والنهرُ دماءْ.. وعويلُ المجهولِ نداءْ
قيلَ المجدافُ بكفِّ النوتيّ
لكنّا لا نسمعُ تجديفاً في الماءْ
لا نلمَحُ غيرَ الطيفْ
وبريقاً من سيفِ النوتيِّ إذا رجلٌ
يتساءَلُ كيف؟
ويضيعُ الرجلُ يضيعُ الصوت
يُقالُ ابتلعَ الصخرُ الرجلَ الواقفَ
لكنّا نتساءلُ كيف ؟؟
أتراهُ الصخرُ اجتثَّ الرأسَ من الكتفين
أتراهُ السيف ؟
***