من ترى يجمع أشلاء الزجاج

مقلةٌ أفقٌ ..
ونهدٌ رابيةْ
حلمة شحَّت..
وأخرى خابيةْ
ظهرُكِ العريانُ ياحبي
رمالُ الباديةْ
واحةٌ أمْ شامةٌ تلكَ التي
ما بينَ مهوى القرطِ والسفحِ
استفاقتْ لاهيةْ..؟
جفَّ ثغرُ العطرِ لكنَّ العيون
من دموعِ القهرِ سالتْ ساقيةْ
غابةٌ في الهدبِ والشعرُ الربيعيُّ
استراحتْ فيهَِ آلافُ الحقولْ
أنتِ موسيقى المعابدِ.. والأساطير القديمةِ
وارتعاشاتُ الذهول
لا ترفي هدبَكِ المجدولْ
لا ترفي هدبَكِ المجدولْ
تخطئُ الأرضُ المدار
إثمُ عينيكِ الكحيلةِ بالغسقْ
أنها تبقى على لونِِ الشفق
لاتبينُ الحقَ هل يأتي الضياء
أم ترى شمس المجرةِ
سوفَ يطويها الغرقْ
تخطئُ الأرضُ المدار..
إثمُ عينيكِ قوافي
أو منافي للنهارْ
أثلجَ الصيفُ وتاهت عن
روابيها الفصولْ
وحدَّ الموتُ انطلاقي ..
واحتراقي..
والتمنعَ.. والقبولْ
قاتلي وهمُ التلاقي
شارةٌ هذا النحولْ
لا ترفي هدبّك المجدول..
واكتفي .. لا يقتلُ المقتولْ…
… كيفَ جئتِ من السراب؟
ظالمٌ هذا العذابْ
.. قلتُ أخفي قلبيَ السكير
عن كأسِ الشرابْ
أختفي عن شمسِ حُبِكِ في الغيابْ
فلماذا كلما أمعنت في طعنِ
اشتياقي .. هبَّ موفورَ الشبابْ..؟
أين لي أن أدفُنَهْ..؟
سرُّ موتي واشتعالي
كيفَ لي أنْ أُعلِنَهْ..؟
سرُّ آلهةِ الربيع
كيفَ لي أن أسْجُنَهْ..؟
تهربُ الجدرانُ مني كلما أوصدْتُ
باباً إثرَ باب
كلما أمعنتُ في طعنِ اشتياقي
هبَّ موفورَ الشباب
أين أمضي فوقَ طيفِ الأمنية..؟
أين أمضي كي أواري الأغنية..؟
فهيَ تمطرُ في انسكاب
.. بحرُ عينيكِ ابتهالُ الأزمنة
وشكاوى.. وعتاب
ونشيدٌ من صقيع..
وقوافٍ ساخنة
بحر ُعينيكِ مرافي ماجنةْ
وعلى جفنيك آلافُ الفيافي مؤمنةْ
أنت حانات التعري تحت سقف المئذنة

كبلوني بالحنينْ
بحرُ عينيك ضحايا
موجُهُ هذا الأنينْ
من سوى قلبي لحبِّك
ممن سوى خطوي لدربكْ
أنت ثانية تكثَّفَ جرحُها
عبْر السنينْ
أنتِ ياحبي مرايا..
أنكرتْني حينَ كانت في صفاءٍ
ثمَّ ضمتني جراحا .. حين
خانوعا شظايا
من تُرى يجمعُ أشلاء الزجاج ..؟
بعد إحكام المطب
( تبت يدا أبي لهب وتب..
وامرأته حمالة الحطب )
أيها النيل المُرجّى في دمي
أينَ المصب ..؟
كنتَ غيَّرتَ الطقوس
ما الذي أغواك كي ترضى
بقربانِ العروسْ..؟
كاهنُ الأمواتِ أهداكَ الخطيَّةْ
عندما ألقى إلى القاعِ الضحية
كان في التابوتِ أكسيرُ الشموسْ
ثمَّ صاح الخاطئون:
نحنُ نبني دولة الأرقامِ والإيمانِ
في هذا الزمن
سرقوا منا حروفَ النفيِ
زاغتالوا .. لماذا .. واستباحوا لا .. ولن
إن تنادي : مَن تُرى أخفى رياحي..؟
ردَّت الأصداء : .. من ؟
ممن تُرى أشتى جراحي ..؟
ردت الأصداءُ : ..من ؟
جرَّحوا مكرا غشاء السمع في أذني
وسدوها شعاراتٍ بإسمنتِ الوطن
عبروا بالأغنيات الأفق في عيني
فسالت أدمعي تروي العبور
ركبوا في العينِ أحداقَ المَجاهر
كي أرى في جدولٍ طفلٍ
أساطيلَ البحور
ثم قالوا: كان في عينيك للرؤيا قصور
من تُرى يخفي سجلات الزمن ؟
ضجَّ من حلقِ المآدبِ نشحُ انتانِ العَفن
لا تلمني إن رفضت السمع والرؤيا معا
قبل أن يغدو صغيرُ النمل فيلا
ويغني في حِمانا الكركدن..

إن تراني أنكرت أفقي حدودي
وتمشي الزيف حتى في شهودي
كيف أخرجُ من كياني ؟
كيفَ أرحلُ عن وجودي؟
هاتِ لي قلبا جديدا
هاتِ لي وجها جديدا
هاتِ لي اسما جديدا
هاتِ لي فكرا مغاير
كي أقولَ عن الذي قد خانض دربي أنتَ ثائر
فأنا من مزقَتْ كفايَ وهمَ العنكبوت
لن أقول السترَ ياربي وأبقى في البيوت
فخذوا حريةََ الصمتِ اسحبوا مني
بقائي جارعاً كأسَ السكوت
وامنحوني القيدَ شدّوا
كي يهبَّ الرفضُ
أشدو .. وأموت