الفارس المخدر

أتيتُكِ فارسَ الفرسان
وأنتِ بخاطري صَهوة
أتيتُكِ حالماً بالدفءِ ضُميني
وخلّي طائرَ الشهوَة
يُعريني مِنَ الآثامِ والطينِ
لماذا الحزنُ يسبِقني
إلى عينيكِ يسبقني
إلى خدّيكِ يسبقني
إلى شفتيكِ يسبقني
أحاولُ أنْ أضمَّ الخصرَ
أسترخي ولا أقوى
أنا رجلٌ ..؟
أنا إعصارُ زوبعةٍ مِن الرغوة
ولكني فقدتُ معالمَ الاحساسِ بالنشوة
لأنَّ القهرَ يوميٌّ كفنجانٍ مِنَ القهوة
… أتيتُكِ فارسَ الفرسانِ مُحتدَّاً
ولكني أذلَّ صلابَتي السفرُ
وأخرسَ جَذوةَ البركانِِ في الترحالِ
نصلُ القهرِ..  والخطرُ
وحينَ وصلتُ خدَّرني انعكاسُ الضوءِ
في الأحداقِ بسّاما
يراقصُ دمعَكِ القمرُ
وبتُّ مغنيَّ الأشواقِ .. في الأشواقِ أفديكِ
دعيني مرةً ألهو بكفيكِ
وخليني على شباكِ عينيك
أراقبُ أفق أشرعتي التي غابت
وراءَ الموجِ أزمانا
أقضّي الليلَ مُنتظِرا
كما تقضِي مُراهِقة
تظنُّ حبيبها يأتي لحارتِها
ويرشقُ نظرةً عُجلى لشرفتِها
فتنبتُ في ضفيرتِها أزاهيراً وريحانا
… ولا يأتي
فتكبو فوقَ ساعدِها
ويبقى القلبُ سهرانا
… لقد أسرفتُ في حبي
فصارَ الخفقُ في قلبي
لريحِ البحرِ إدمانا
فأشرعتي التي أحيا لعودتِها
من الأحداقِ أكذوبة
وتلكَ الرايةُ الحمقاءُ أنْ آتي
إلى عينيكِ من عينيكِ دوّامة
بحبرِ الوهمِ مكتوبة
كخوّافٍ حلولً الموتِ منهمكٍ طوالَ العمر
يحُصي فيهِ أيامَه
متى كانت سواعِدُنا بغيرِ تعرِّقِ
الإجهادِ مشبوبة
متى كانت مراكِبُنا تُسيِّرُها رغابُ
الريحِ أُلعوبة
متى كانت أظافِرُنا تخافُ الصخرَ تستهوي
طلاءَ اللونِ تعويضاً عن القطراتِ مَسكوبة
رفاقي تعشقُ المجدافَ تبقرُ سرةَ التيارِ
والأكتافُ مَخضوبة
هنا شَطّي مكانَ الريحِ والأمواجُ مَرهوبة
فذاكَ الحلمُ للإبحارِ أغراني
وهذا القربُ من عينيكِ أعماني
وحددَ سمتَ أجفاني فأنساني
بأنّي فارسٌ قد جاءَ يُفري قيدَ محبوبَهْ
وأنَّ حبيبتي المازلتُ أبحِرُ في مَدامِعِها
على الأشواكِ مَصلوبة .