القاتل

ساترُ الوجهِ بشالِ الأنبياءْ
لاهثاً بالحبِّ يدنو في المساءْ
كانَ في كفيهِ خنجر
وعلى الثوبِ دماءْ
قالَ لي من أجلِ عينيَ سيبني قلعةَ
الضوءِ المولِّدِ للحقيقة
ورجاني باسمِ عهدِ الحبِّ تسليمَ
المصابيحِ العتيقةْ
فهيَ لن تكفي لردِّ الليلِ أو رفعِ الغطاءْ
وتبادلنا كؤوسَ الصدقِ والعهدِ المُعتَّقِ بالوفاءْ
ثمَّ مِنْ فرْطِ التأثرِ راحَ يجهشُ بالبكاء
راضياً أعطيتُهُ سرَّ الدروبْ
والمفاتيحَ وحباتِ القلوبْ
والمصابيحَ التي يبغي وبيَّنتُ المسالكْ
حيثُ أمي لم تزلْ تطهو بنارِ القهرِ
للأحبابِ والليلُ محاصِر
وتركتُهُ يغفو وساهرْتُ الرياح
حارساً حتى فراشَ الحُلمِ خلفَ النافذة
عند ثغرِ الصبحِ صلّى
أوصلتْْهُ حتى الحدود
ثم ودَّعني وَولّى
دونَ أنْ يكشفَ وجهَهْ
عدْتُ نحوَ الدارِ أشدو
فإذا أميَّ ثكلى
وإذا الأحبابُ قتلى
وإذا ْ دمعتان
وتذكرتُ دموعاً بثَّها الزائر في كأس الوفاء
2
جاءني عندَ العَزاء
ابنُ عمّي يتَحَسَّر
كيفَ تلُّ الفقراء
لم يذُقْ زيتاً وزعْتَرْ
ثم بلَّلني بموجِ اللومِ والتعنيفِ ممزوجاً
بآهاتِ النشيجْ
لم يَكنْ عني غريباً ذلكَ اللحنُ المرنَّحُ
في البكاءْ
فتفحصتُ القريبْ
كانَ في كفيهِ خنجرْ
وعلى الثوبِ دِماءْ