كان وليد معماري صديقا حميما قريبا من القلب، ذا شخصية مميزة في وفائه والتزامه بمبادئه وعلاقاته الإنسانية النقية، وتمثله بكل إبداعاته لفكره اليساري وانتمائه الطبقي، ولهذا كان محبوبا جماهيريا سواء في ما كان يكتبه في الصحافة، أو في قصصه القصيرة التي تدلك منذ سطورها الأولى على أن كاتبها هو وليد معماري ذو الأسلوب الساخر المحبب الذي يتوغل إلى أعماق الروح، ويتشبث بمنصات الوعي محفزا للسير نحو عالم أفضل..
كنا نلتقي كل مرة أزور فيها الوطن، وخاصة عند الصديق الراحل ريمون بطرس، كان هادئا حتى حين يخوض نقاشات حامية مما يدفع محدثه إلى التروي والإصغاء بعد أن يقدم هو نفسه بحسن إصغائه النموذج الأمثل للمحاور… كل من التقى بوليد معماري لفت نظره حتما أنه كان ضامر الجسم نحيلا حتى أنني أرجح أن وزنه بالكاد يمكن أن يصل إلى خمسين كيلو غراما، لكنه الجسد الذي حمل هذا العملاق إبداعا والتزاما ونضالا طيلة ثمانين عاما…
وداعا أبا خالد الحبيب أيها الرائع، ستبقى مثالا لكل الشرفاء والمبدعين، فأمثالك لا يرحلون!