لأني شيوعي
أباحوا دَمي
وسدّوا بوجهيَ بابَ الحياةْ
وسدّوا فَمي
وحينَ خطوتُ برغمِ الظلامْ
أقاموا الكمائنَ مدّوا الشباكَ
لكي أرتمي
وقالوا تموتْ
هتفتُ سأحيا بكل البيوت
فحزّوا ضلوعي
هتفت الملايينُ ليست تموت
وفيها سأحيا
لأني أقاتلُ سيفي الشعاعْ
وزاديَ جوعي
فقالوا تُدان
وتلك سماتُ الشيوعي
وقالوا رفضتَ سجودَ الجباهْ
وأني أحاولُ قتلَ الإلهْ
أنا كلُّ همي ربيعُ الحياةْ
ويسجدُ قلبي لظلِّ هواهْ
إلا إنما اللهُ كلٌّ وإنّي
سأعملُ للكلِّ حتى أراهْ
إله العدالةِ دربي يداهْ
يحبُّ إبائي وليسَ خضوعي
لأنّي شيوعي
أحبُّ الربيعَ
أحبُّ الفَراشَ
أحبُّ الجمالْ
أحبُّ الينابيعَ والكرنفالْ
وأبني لدمعِ الغمامِ السدودْ
وأمسحُ من خارطاتِ النضالْ
مساحيقَ وهمِ الحدودْ
ولونَ المُحالْ
أحبُّ أضيءُ لغيري شموعي
وأمشي مع الركبِ نحوَ الرخاءْ
لأنّي شيوعي
بِزندي يُزهِّرُ عزمُ الحديدْ
بفِكريّ ميلادُ فجرٍ جديدْ
فهلْ سرتَ جنبي إلى ما أريدْ
أريدُ الطفولةَ ثغراً وعيدْ
وأسعى لنمحو بكلِّ القواميسِ لفظَ العبيدْ
وأن ينبتَ الحبُّ بين ربوعي
لأنّي شيوعي
أنا لا أحبُّ الدماءَ النزيفْ
ولكنَّ سُرّاقَ جهدِ الشعوبْ
يعضونَ لحمي صباحَ مساءْ
دمائي أراها بخدِّ الرغيفْ
ومن عظميَ الصلدِ شادوا القلاعْ
وضنّوا عليَّ بصخرِ الرصيفْ
فهل سِرتَ جنبي لمنعِ احتكارِ الربيعْ
فإني أقاتلُ جندَ الخريفِ
وذلَّ الخنوعِ
لأنّي شيوعي
وإمّا تساءَلتَ من ذا أكون
أنا ابنٌ لهذا الترابِ الحنون
بروحي العروبةُ للكادحينْ
أنا الضوءُ في كلِّ جرحٍ حزينْ
يُوحِّدُ دربي أتونُ الغضبْ
خلايا رِفاقي نسيجُ التعبْ
غريبٌ عن العُربِ مَن في القصورْ
يُقطِّعُ طفلي بصحنِ الذهبْ
يبيعُ ضلوعي
ويشري خُضوعي
بوهجِ الخُطَب
فإنْ نادتِ الشمسُ زحفَ العربْ
فما ينزلُ الساحُ غيرُ جموعي
لأنّي شيوعي
إذا قيلَ يوماً بأنّي جُلدتْ
إذا قيلَ يوماً بأنّي سُلِختْ
وأنّي ضُربتُ وأني ذُبِحت نزفتْ
فلا تعجبوا لن يقولَ الزمانْ
بأني تخاذلتُ عند الطغاةِ
سكبتُ دموعي
وإن قيلَ أني أصبتُ…سقطتْ
فإني سأنهضُ …أنهضُ…أنهضُ
لا تحسبوا عن طريقي رجِعتْ
محالٌ رجوعي
لأنّي شيوعي.