الشمس في ثغر الجراح
اكتبْ باسمِ الموتْ
لن يخبوَ هذا الصوتْ
قد يتبدَّلْ
نحوَ الأفضلْ
يصبحُ مشعلْ
أروعُ حرفٍ حينَ يكونُ النطقُ الصمتْ
اكتبْ باسمِ اللقمةْ
لن تُخمَدَ نارُ النَقمةْ
حتى تُزهرَ في أفواهِ الجوعِ
الدامي أخصبُ بسمةْ
فاكتبْ باسمِ اللقمةْ
لن يُقسمَ زادٌ قسمةَ عدلٍ
حتى يقفَ النسرُ بأعلى القِمَّةْ
صدرٌ بالنيرانِ تَمزَّقْ
وهراوةُ شرطيٍّ أحمقْ
جثمانٌ بنزيفٍ يغرقْ
جدرانٌ في سجنٍ مُغلقْ
لن يرهبَنا رعبٌ مُطلقْ
فلقد مازجْنا الإيمانَ بمبدأ هذا الدربِ
وأصبحْنا صنوَ المبدأْ
فاقرأْ في زندٍ معروقْ
وبظهرٍ تركَ السوطُ عليهِ بروقْ
في جرحٍ ترسمُهُ الأعلامْ
في جفنٍ كحّلهُ النابالمْ
بضحايا شركاتِ الآلامْ
وبصدرٍ عارٍ فيه حروقْ
نحنُ حروفٌ لا تظهرْ
في الشاشةِ أو وسْطَ الملجأْ
لكنّا في جوفِ المعملْ
في زندِ المِعولِ والمِنجلْ
في ساحةِ إعدامٍ نُقرأْ
وسنبقى أبداً في المرفأْ
فولاذَ منارٍ لا يصدأْ
وكبحرِ دماءٍ يُغرِقُكمْ
إن فاضَ النزفُ ولن يغرقْ
ويبرعِمُ غصنُ الفرحِ القاني
بعدَ مواسمِ نَوحْ
فاعلمْ أنَّ الجُرحْ
لونُ الشمسِ قُبيلَ الصُبحْ
اكتبْ باسمِ الطبقةْ
زيفُ الودِّ ثيابُ السَرَقةْ
لا صحبةَ بينَ الشريانِ وبينَ العَلَقةْ
فاكتبْ باسمِ الطبَقَةْ
رغمَ الريحِ ورغمَ البردْ
لا بدَّ سينمو غصنُ الوردْ
والعطرُ يفوحُ برغمِ القيدْ
زرعَ الغيبُ الرعبَ
بصدرِ الأمسِ فحصدَ اليومُ الحقدْ
أما نحنُ فنحنُ الضوءَ زرعنا
كي يأتي فجرُ الغدْ
كنّا حِملانا في مرعى الجوعِ
وراعينا قصرٌ مُتخمْ
جاءَ إلينا من يّهدينا
صِرنا نقرأُ “بحظائِرنا” لينينا
وتعانقنا بسواعدِنا حولَ الثمرِ المُرِّ
نبشنا سرَّ الحاضرِ وكشفنا طلسمَ ماضينا
لما صنعَ الجزارُ الحبلَ بصوفِ الحملْ
ليربُطَ عنقَهْ
ثار الحمْلُ وشنقهْ
فالحبلُ تحوّلَ حلَقَةْ