الشعر وثورة أكتوبر
شمسَ تشرينَ أطلي
في عيوني
يا عيوني
إن يَكُن موتي وقوداً فاحرقيني كي تظلي
آه ما أقساهُ ليلي
مثل تابوتِ الصقيعْ
فرَّ عصفورٌ جريحٌ من لساني
ذاتَ يومٍ
لم يعدْ لي
عندما غنيّتُ والثعبانُ حولي
حاوَلوا تشويهَ صوتي
حاولوا حرقي وقتلي
حينَ واروه التراب
غيرَ أن الشعرَ يغلي
تحتَ جلدِ الأرضِ يغلي
مثل تيارِ انفجارْ
يمنحُ الدفءَ الجذورَ الباكياتِ
يشبُّ في الأشجارِ والأثمارِ يسري
في عروقِ الوردِ من زهرٍ وفلِّ
يلسعُ الأنغامَ عيناهُ انهيارْ
يهرسُ النبضَ الذي في خافقي
حقداً فيندى النبضُ نارْ
كلُّ ذنبي أنني أحببتُ أزهارَ النهارْ
فرسمتُ الأفقَ باللحنِ الحزينْ
لحمهُ نزفٌ وطينْ
ورفعتُ اللافتاتْ
في انتظارِ القادمينْ
من براكينِ الشعارْ
أيُّها الجلادُ تقسو
هذه الأشعارُ طفلي
عندما جاءَ الربيعْ
لاحَ في الأفياءِ ظلي
عادَ عصفورُ التلاقي
أثمرَ الضوءُ بحقلي
ذرَّفتْ عيني طويلا
عندما أحسستُ أني بينَ أهلي
لا تسلني فيم سالَ الدمعُ أو طالَ البكاءْ
لك أكن يا صحبُ أبكي
إنما كنتُ أصلي