المجد للصمود

المجد للصمود

المجد للصمود (مغناة على العود)

المجدُ في عيونكِ الظليلةْ

يسبِّحُ السوادْ

والحزنُ فوقَ رمشِكِ النديِّ

بالدموعِ والسهادْ

يُسرِّحُ السهولَ والوهادْ

يقولُ في عِنادْ

 محجوبُ يا بطلْ

يا فارسَ القبيلةْ

تفتَّتَ الوثنْ

تمائماً حرقتَها وصحت يا وطنْ

النصرُ حينَ نسبقُ الزمنْ

وحينَ ساحرُ الظلامْ

جنَّ حقدُهُ سألْ

أأنتَ مَنْ فعل؟

أجبتَهُ أجلْ

فكيفَ أسرعَ الأجلْ

وأخطأَ الزمانُ حرفَهُ

فخطَّ نصرَهُ فشلْ

لكنَّهُ حصلْ

محجوبُ قد رحلْ… قد رحلْ

 

لِمَنْ إذْن ستُمطرينَ نبضَنا

يا ديمةَ الجِراحْ

والطبلُ في قبائلِ الجنوبْ

كأنَّهُ نُواحْ

يدقُّ في خجلْ

محجوبُ قد رحلْ… قد رحلْ

 

بيادرُ الأرقْ

تجادِلُ المدى

فيصدحُ الصدى

وجدولُ العرَقْ

يصبُّ في بحيرةِ الشفَقْ

فيلهِبُ الغسَقْ

كأنَّهُ احترقْ

 

يعودُ شاحِباً

وكاسِفاً يعودْ

ليسألَ الرفاقَ والسنابلَ القتيلةْ

عن فارسِ القبيلةْ

والنيلُ فوق نهدكِ الضروعِ كالجديلةْ

فروعُهُ خُصَلْ… تقولُ لا تسلْ

لقد أقامَ بيننا منارةً

ومرَّ في عجلْ

محجوبُ قد رحلْ قد رحلْ

 

لا دمعَ في العيونْ

ونبضةُ اللهيبِ في العروقِ واقفةْ

تحيةَ الحدادْ

فلا يُظنُّ خائفةْ

سترتدي عباءةَ السكونْ

 لتسترِدَّ دمعَها وتستحيلَ عاصفةْ

فالصمتُ في عيونهم مسارْ

والموتُ في دروبهمْ

محطةُ انتظارْ

تعاهدوا على المسيرِ ربَّ طالَ دربُهم

سيكملُ الصغارْ

رفاقُنا يضاجعونَ دونَ لذةٍ

ويزرعونَ في البطونِ نطفةَ الأملْ

ودونما قُبلْ

تسيلُ جمرةٌ

مزيجُها غبُار ودمعةٌ وثار

لا وقتَ للمَللْ

الصمتُ كبرياءْ

والحزنُ من أشعةِ الإباءْ

فنحنُ ثائرينَ لم نزلْ

ونطفةُ الدماءِ والترابْ

جنينُها جبلْ

رحلتَ يا بطلْ

شرارةً تُفتِشُ الرمالَ عن فتيلةْ

فالصخرُ حينَ سالَ خضبُكَ اشتعلْ

وخبأ اللهيبَ في المُقلْ

ليومِ تصهلُ الدماءْ

فموسمُ الحصادِ موعدُ الرجولةْ

رحلتَ يا بطلْ

لم ترحلِ البطولةْ

 

الرملُ يذكرُ الخُطى

ويحفظُ النقوشَ للأبدْ

كثيرةٌ مخالبُ الذئابِ في طريقِكَ الأخيرْ

لكنَّ نقشاً واحداً لموطئِ الأسدْ

كثيرةٌ مشانقُ الرعاعْ

لكنَّ حبلاً واحداً أظنُّه مسَدْ

سيذكرُ الجسدْ

فحينَ لفَّ عُنقكَ الأبيَّ وانزردْ

تقطَّعتْ عروقُه الطويلةْ

وناءَ عنكَ ثمَّ صاحَ وارتعدْ:

في روحِهِ يُعششُ الوطنْ

وقلبُهُ يدقُ بعدَ أنْ خمَدْ

إن تشنقوه كيفَ يُشنق البلدْ

لكنَّهُ انعقدْ

وضاءَ حولَ عنقِهِ كأنَّهُ زُحلْ

في قمةِ الجبلْ

محجوبُ قدْ رحلْ قد رحلْ

 المجدُ في عيونِكِ الظليلةْ

يباركُ الشفيعْ

ويقرأُ الشعارَ في النجيعْ

إذا أطالَ موسمُ الجراحِ نزفَهُ يجيءُ

موسمُ الغضبْ

وموعدُ الرجال حينَ ينبتُ القصبْ

تسيرُ وهيَ وحدها على الطريقِ واحدٌ أحدْ

لا وقتَ يا صقيعُ للهربْ

فأمرُنا انعقدْ

 ومنجلُ الرجالِ يومَها

يكونُ قدْ حَصَدْ

المجدُ في عيونِكِ الظليلةْ

يقولُ قدْ حَصَلْ

مُصابُنا جللْ

لكنَّهُ من يومِ أنْ رحَلْ

بدربِ مِشنقَةْ

سودانُ منجلٌ

والنيلُ مِطرقةْ.