لوحة

لوحة- مشهد حوارية تمثيلية

يؤديها الراوي متنقلا على خشبة المسرح ثم يدخل بين الجمهور وقبيل النهاية يعود إلى المنصة:

(الراوي):

الليلُ ومصباحٌ يخبو

وضبابٌ مخمورٌ يصبو

يصبو للنورِ يعانِقُهُ

كالهالةِ في حضنِ الكوثرْ

يسري كوشاحِ الطرقاتِ

كالشالِ بجيدِ الشرفاتِ

والبردُ كسيّافِ المعبَدْ

 لا يرحمُ عنقَ العريانِ

لا يفرقُ جلموداً صخراً

عن حسِّ جلودِ الإنسانِ

….. يتوقف قليلا ويهز رأسه

وبقربِ النهرِ الغدارِ

نهرِ العرباتِ المسعورةْ

تعوي وتزاحمُ مسعورةْ

تركلُ أوحالَ التيارِ

وبقربِ المصباحِ المشنوقْ

طفلانِ كأزهارِ السوسنْ

كحكايا الجنِّ تلفُّهما هالاتُ النورْ

لولا الرجفاتُ تهزُّهما

لولا الرعشاتُ لخلتُهما

صنماً مسحورْ

والجوعُ بأحداقِ الأعينْ

سكينٌ مشحوذُ النصلِ

لا تنزفُ أعينُهم دمعاً

قد جفَّت آبارُ المُقَلِ

… ينفعل ويشير بيديه للجمهور متسائلا

فنانٌ من رسمَ اللوحة

(أصوات من القاعة)

1-أين الفنان؟

  • ريشتُه من صلبِ الحجرِ
  • يغمِسُها في عينِ القدَرِ
  • ألواناً يمقتُها نظري
  • بؤساً حِرمانْ

(الراوي) بلهجة شبه ساخرة:

 -وإطارُ اللوحةِ إبداعٌ

صوت من الجمهور: -صنعُ الفنانْ

الراوي: -ذهبٌ وعقودٌ ولآلٍ

صوت من الجمهور: ماسٌ تيجانْ

(أصوات متلاحقة من القاعة)

  • وقلاعٌ كالطودِ تُسمّى قصرُ السلطانْ
  • ودجاجٌ ولحومٌ تُغري
  • والخمرةُ أنهارٌ تجري
  • والزهرُ أنوفٌ للقصرِ

(الراوي) : وتربَّع في العرشِ السلطان

لا يدري الليلَ مِن الفجرِ

(أصوات من القاعة)

  • سهرتْ في الحضنِ فتاةُ هوىً
  • ويداهُ تنامُ على الخصرِ
  • والثغرُ يشفُّ من الثغرِ

الراوي: ووقفتُ أسائلُ في ألمٍ

ماذا لو أنَّ الفنانْ

قد أنصفَ في رسمِ اللوحة

قد أبدعَ مزجَ الألوانِ

فاللوحةُ فنٌ لا يفنى

والزخرفُ يطويهِ الماضي

تطويهِ سنينُ النسيانِ