صحوة

صحوة

اليوم أمسيتُ لا كرمي ولا مَطري من ذا يلملمُ أعنابا ًمن الحجرِ

إنّي وهبتُ من الخفّاقِ أطيبّه أودعتُكِ الروحَ مسروقاً من الحذرِ

إلاكِ ما نظرتْ عينايَ في شغفٍ فينكفِفْ ألماً إن تُبعدوا نظري

أبقى برغمِ محالِ الوصلِ منتظراً يوم اللقاءِ فصوني العهدَ وانتظري

لا ما يخطُّ بنانُ الفكرِ والصورِ إلا إليكِ ولكن بُعدنا قدَري

أو ما يطلُّ ملاكُ الشعرِ في أفُقي إلا وكنتِ برحبِ سمائِهِ قمري

فإن تبيعي لوصلٍ ساعةً عبقاً لبِعتُ طيباً لها يا واحتي عُمري

حلمٌ أتى الجفنَ بينَ السهدِ والوسنِ ما تغمضُ العينُ إلا شدَّها سهري

فإنْ سمُرتِ بطيب العيشِ راضيةً فالجرحُ شدوي وبعضُ النزفِ من سمَري

وهبتُكِ الحبَّ خمراً صافياً عسلاً إني نضبتُ أعبُّ الآنَ من كدَري

ما للشبابِ بجسمي متعبٌ هرِمٌ من بعدِ فدوى فما ألقاهُ في كِبَري

قلبٌ يئنُّ وروحٌ جاوزت} شفتي إنّي لأقرأُ أيامي مِن الحفَرِ

ما للربيعِ كئيبٌ بعدَ فرقَتِنا والطيرُ ملَّتْ حنينَ الغصنِ والشجرِ

ريحُ المنونِ تهبُّ اليومَ في غضبٍ والبحرُ يغلي فيبدو الموجُ كالشررِ

حتى الغيومُ بأفقِ الشمسِ ما انحسرتْ آن الرحيلُ همومَ القلبِ فانحسري

قد أظلمَ العمرُ حتى خِلتُ من ألَمي شمسَ الظهيرةِ كالأقمارِ في السحَرِ

إن الكسوفَ إذا طالَ المدارُ بهِ وعد من اللهِ يُدني ساعةَ الخطرِ

فدوايَ عشتُ بأمرٍ منكمُ زمناً إن شئتِ قتلي حياتي طوعكم فامري

أو شئتِ ذلي فما يرضى به كبدي يا جعبةً من دمِ الأشرافِ فانفجري

الموت بالعزِّ أولى من مذلتِنا يا روحُ تيهي مع الأمواتِ وانتشري

غنيتُكم زمنا بل عِشتكم املاً ما كنتُ أحسبُ أشجاري بلا ثمرِ